المؤمنين ، وهو ما روي في العيون عن أبي الحسن عليهالسلام ردّا على من زعم أنّ المراد بها (١) نفي تقدير الله سبحانه بمقتضى الأسباب العاديّة تسلّط الكفّار على المؤمنين ، حتّى أنكروا لهذا المعنى الفاسد الذي لا يتوهّمه ذو مسكة أنّ الحسين بن علي عليهماالسلام لم يقتل ، بل شبّه لهم (٢) ،
______________________________________________________
بالقوة. لكن المؤمنين منصورون بالدلالة والحجة ، عن السدّي والزجاج والبلخي. قال الجبائي : ولو حملناه على الغلبة لكان ذلك صحيحا ، لأنّ غلبة الكفّار للمؤمنين ليس ممّا فعله الله ، فإنّه لا يفعل القبيح. وليس كذلك غلبة المؤمنين للكفار ، فإنّه يجوز أن ينسب إليه سبحانه.
وقيل : لن يجعل لهم في الآخرة عليهم سبيلا ، لأنّه مذكور عقيب قوله : فالله يحكم بينكم يوم القيامة. بيّن الله سبحانه أنّه إن يثبت لهم سبيل على المؤمنين في الدنيا بالقتل والقهر والنهب والأسر وغير ذلك من وجوه الغلبة ، فلن يجعل لهم يوم القيامة عليهم سبيلا بحال» (١).
(١) أي : بآية نفي السبيل ، فإنّهم جعلوا السبيل المنفي : القدرة التكوينية العاديّة ، يعني : أنّ الكافرين ليس لهم قدرة وتسلط خارجي على المؤمنين.
والشاهد لإرادة الحجة من الآية الشريفة قول مولانا أبي الحسن الرضا عليهالسلام في الرواية المزبورة : «وأمّا قوله عزوجل (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) ، فإنّه يقول : لن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة» وهذه الجملة ردّ على من زعم أنّ المراد بنفي السبيل نفي القدرة التكوينية.
(٢) لكن يرد على من زعم ذلك المعنى الفاسد أنّ الشبيه الذي قتل في كربلاء ـ وهو حنظلة بن سعد الشامي ـ كان مؤمنا.
إلّا أن يقال : انّهم لا يعتقدون بإيمان حنظلة الذي هو من شهداء كربلاء ، لكنه كما ترى.
__________________
(١) مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ١٢٨.