ولا يخصّص (١) عموم ذلك بخصوص (٢) بعض الأخبار ،
______________________________________________________
وبالجملة : فالمستفاد من عموم هذه الأخبار هو كون الأرض العامرة بالأصل للإمام عليهالسلام ومن الأنفال ، كالموات بالأصل.
(١) إشارة إلى توهّم ، وهو : أنّ التمسك بعموم ما دلّ على «أنّ الأرض التي لا ربّ لها للإمام» لكون الأرض العامرة بالأصل للإمام عليهالسلام غير وجيه ، لأنّ العموم المذكور مخصّص بما دلّ على كون الأرض الميتة التي لا ربّ لها للإمام عليهالسلام. ومقتضى تخصيص الأرض بالميتة عدم كون الأرض المحياة للإمام عليهالسلام ، وعدم كونها من الأنفال.
والظاهر أنّ المدّعي لهذا التخصيص جمع ، منهم صاحب الجواهر قدسسره فقد تعرّض له في كتاب الخمس ، وأشار إليه في إحياء الموات أيضا ، قال ـ بعد نقل عموم الأنفال للموات بالأصل وبالعرض ـ ما لفظه : «لكن الإنصاف أنّه مع ذلك كله لا يخلو من إشكال ، من حيث ظهور كلمات أكثر الأصحاب في اختصاص الأنفال بالموات .. أمّا غير الموات الذي لم يكن لأحد يد عليه ، ومنه ما نحن فيه ـ وهو سيف البحار ـ فلا دلالة في كلامهم على اندراجه في الأنفال ، بل ظاهره العدم» (١).
وقد نقل المصنف قدسسره في كتاب الخمس تقييد الأصحاب إطلاق «كلّ أرض لا ربّ لها» بما ورد من «كل أرض ميتة أو خربة باد أهلها» أو «كل أرض ميتة لا ربّ لها» ولم يعترض عليهم ، فراجع (٢).
(٢) متعلق ب «يخصّص» يعني : أنّ إطلاق رواية تفسير القمي ـ من «أن كل أرض ميتة لا ربّ لها للإمام عليهالسلام» ـ يقيّد بما ورد في مرسلة حماد بن عيسى عن العبد الصالح عليهالسلام في عدّ الأنفال : «وكل أرض ميتة لا ربّ لها». وعليه فالأرض العامرة بالأصل ليست من الأنفال المختصة بالإمام عليهالسلام.
__________________
(١) جواهر الكلام ، ج ١٦ ، ص ١٢٠ ، ولاحظ ص ١١٨ أيضا ، وج ٣٨ ، ص ١١.
(٢) كتاب الخمس ، ص ٣٥٣ و ٣٥٤.