قال الشيخ المفيد (١) في رسالته التي يرد فيها على مَنْ ذَهَبَ إلى تجويز السهو على النبي والأئمة في العبادة ما هذا لفظه :
« الحديث الذي روته الناصبة والمقلّدة من الشيعة أنّ النبي سهى في صلاته فسلّم ركعتين ناسياً ، فلما نُبِّه على سهوه أضاف إليهما ركعتين ثم سجد سجدتي السهو ، من أخبار الآحاد التي لا تثمر علماً ولا توجب عملاً » (٢) .
وقال الشيخ الطوسي (٣) بعدما روى حديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله ما سجد سجدتي السهو قطّ ، قال بأنّ الذي يفتي به هو ما تضمنه هذا الخبر ، لا الأخبار التي قَدَّم ذكرَها وفيها أنّ النبي سها فسجد (٤) .
وقال المحقق (٥) في المختصر النافع : « والحقُّ رفع منصب الإمامة عن السهو في العبادة » (٦) ورفع منصب الإمامة عنه السهو يقتضي رفع منصب النبوة عنه .
وقال المحقق الطوسي (٧) في التجريد : « ويجب في النبي العصمة ليحصل الوثوق فيحصل الغرض . . و ( يجب ) كمال العقل ، والذكاء والفطنة ، وقوّة لرأي ، وعدم السهو » (٨) .
وقال العلامة (٩) في التذكرة ما هذا لفظه : « وَخَبَرُ ذي اليدَيْن عندنا باطل ، لأنّ النبي المعصوم لا يجوز عليه السهو » (١٠) .
__________________
(١) هو الشيخ محمد بن محمد بن النعمان البغدادي ، ت ٣٣٨ ـ م ٤١٣ .
(٢) التنبيه بالمعلوم من البرهان ، تأليف الشيخ الحرّ العاملي ، ص ٧ .
(٣) محمد بن الحسن الطوسي ، ت ٣٨٥ ـ م ٤٦٠ .
(٤) التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٥١ .
(٥) أبو القاسم جعفر بن الحسن الحلي ، ت ٦٠٢ ـ م ٦٧٦ .
(٦) المختصر النافع ، ص ٤٥ .
(٧) نصير الدين محمد بن محمد الحسن الطوسي ، ت ٥٩٧ ـ م ٦٧٢ .
(٨) شرح التجريد ، ص ١٩٥ .
(٩) الحسن بن يوسف الحلي ، ت ٦٤٨ ـ م ٧٢٦ .
(١٠) تذكرة الفقهاء ، ج ١ ، ص ١٣٠ ، في مسألة وجوب ترك الكلام بحرفين فصاعداً مما ليس بقرآن ولا دعاء .