١ ـ نرى أنّه سبحانه يأمر عبده بحمده ، ويقول : ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ) (١) .
وفي موضع آخر يأمر بالشُكر ويقول : ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ) (٢) .
وما هذا إلّا لأنّ الحمد هو الثناء على الجميل ، والشكر هو الثناء في مقابل المعروف ، فالحمد ضد الذم ، والشكر ضد الكفران . وبما أنّه سبحانه يصف نفسه في الآية الأولى ، بقوله : « الذي لم يتخذ ولداً » ، فناسب الأمر بالحمد . وبما أنّه يذكر معروفه وإحسانه على آل داود في الآية الثانية ، ناسب الأمر بالشكر على المعروف .
٢ ـ نرى أنّه سبحانه يستعمل كلمة السهو تارة بلفظة « في » ، ويقول : ( قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ) (٣) .
وأخرى بلفظة « عن » ويقول : ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) (٤) .
وما هذا إلّا لأنّ المراد من الآية الأولى أنّ الغفلة تعلوهم وتغمرهم ، وأنّهم في ضلالتهم متمادون ، فناسب لفظة « في » الدالّة على الظرفية . ولكن المراد من الآية الثانية هو السهو عن نفس الصلاة وعدم الإتيان بها في مواقيتها فناسب لفظة « عن » ، ولو كان المراد السهو في نفس الصلاة ، كأن لا يدري المصلي أنّه في شفع أو وتر ، لقال « في صلاتهم » .
٣ ـ يقول سبحانه عن لسان إخوة يوسف : ( فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ) (٥) . مع أنّ الرائج في فعل السباع هو الإفتراس لا
__________________
(١) سورة الإسراء : الآية ١١١ .
(٢) سورة سبأ : الآية ١٣ .
(٣) سورة الذاريات : الآيتان ١٠ و ١١ .
(٤) سورة الماعون : الآيتان ٤ و ٥ .
(٥) سورة يوسف : الآية ١٧ .