قتل عتبة بن ربيعة ، وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام قتل الوليد بن عتبة ، وعبيدة بن الحرث بن عبد المطلب قتل شيبة ابن ربيعة عن أبي ذر الغفاري وعطا ، وكان أبو ذر يقسم بالله تعالى أنها نزلت فيهم ورواه البخاري في الصحيح. وقيل نزلت في أهل القرآن وأهل الكتاب عن ابن عباس. وقيل : من المؤمنين والكافرين ، عن الحسن ، ومجاهد والكلبي ، وهذا قول أبي ذرّ إلّا أنّ هؤلاء لم يذكروا يوم بدر.
١٩ ـ ٢٤ ـ لمّا تقدّم ذكر المؤمنين والكافرين بيّن سبحانه ما أعدّه لكل واحد من الفريقين فقال (هذانِ خَصْمانِ) أي جمعان (اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) أي في دين ربّهم وقيل : ان معنى اختصموا : اقتتلوا يوم بدر (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ) حين صاروا إلى جهنّم لبسوا مقطعات النيران ، وهي الثياب القصار (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ) أي الماء المغلي فيذيب ما في بطونهم من الشحوم وتساقط الجلود (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) أي يذاب وينضج بذلك الحميم ما فيها من الأمعاء ، وتذاب به الجلود (وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) قال الحسن : إن النار ترميهم بلهبها حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بمقامع فهووا فيها سبعين خريفا ، فإذا انتهوا إلى أسفلها ضربهم زفير لهبها فلا يستقرّون ساعة فذلك قوله (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها) أي كلما حاولوا الخروج من النار لما يلحقهم من الغم والكرب الذي يأخذ بأنفسهم حين ليس لها مخرج ردّوا إليها بالمقامع (وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) أي ويقال لهم : ذوقوا ، والذوق : طلب ادراك الطعم ، والحريق : الإسم من الإحتراق. وقال في الخصم الذين هم المؤمنون (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله وأقرّوا بوحدانيته (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي من تحت أبنيتها وأشجارها (يُحَلَّوْنَ فِيها) أي يلبسون الحلي فيها (مِنْ أَساوِرَ) وهي حلي اليد (مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً) أي ومن لؤلؤ (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) أي ديباج حرّم الله سبحانه لبس الحرير على الرجال في الدنيا وشوّقهم إليه في الآخرة فأخبر أن لباسهم في الجنة حرير (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) أي أرشدوا في الجنة إلى التحيات الحسنة يحيّي بعضهم بعضا ويحيّيهم الله وملائكته بها (وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) والحميد : هو الله المستحق للحمد ، المستحمد إلى عباده بنعمه ، أي الطالب منهم أن يحمدوه ؛ وصراط الحميد : هو طريق الإسلام وطريق الجنّة.
٢٥ ـ ٣٠ ـ ثم بيّن سبحانه حال الكفار فقال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عطف بالمضارع على الماضي لأن المراد بالمضارع أيضا الماضي ويقوّيه قوله الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله ويجوز أن يكون المعنى : ان الذين كفروا فيما مضى وهم الآن يصدّون الناس عن طاعة الله (وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ) أي مستقرا ومنسكا ومتعبدا وقيل معناه خلقناه للناس كلهم لم يخصّ به بعض دون بعض قال الزجاج جعلناه للناس وقف تام. ثم قال : (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) أي العاكف المقيم فيه ، والباد الذي ينتابه من غير أهله مستويان في سكناه والنزول به ، فليس أحدهما أحق بالمنزل يكون فيه من الآخر غير انه لا يخرج أحد من بيته عن ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) والإلحاد : العدول عن القصد واختلف في معناه هاهنا فقيل هو الشرك وعبادة غير الله تعالى (نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) أي نعذبه عذابا وجيعا (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ) معناه : واذكر يا محمد إذ وطأنا لإبراهيم مكان البيت ، وعرفناه
__________________
قال الإمام الصّادق عليهالسلام : من قرأ في المصحف متّع ببصره ، وخفف الله عن والديه وإن كانا كافرين. أصول الكافي : ٢ /.