فطرده ووبّخه على التصدّق بماله.
وقيل : هما أخوان من بني مخزوم ، كافر وهو الأسود بن عبد الأشد ، ومؤمن وهو أبو سلمة عبد الله زوج أمّ سلمة قبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ) بستانين (مِنْ أَعْنابٍ) من كروم. والجملة بتمامها بيان للتمثيل ، أو صفة لـ «رجلين». (وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ) وجعلنا النخل محيطة بهما ، مؤزّرا (١) بها كرومهما وسطها. يقال : حفّه القوم إذا أطافوا به ، وحففته بهم إذا جعلتهم حافّين حوله. فتزيده الباء مفعولا ثانيا ، كقولك : غشيه وغشيته به. (وَجَعَلْنا بَيْنَهُما) وسطهما (زَرْعاً) ليكون كلّ منهما جامعا للأقوات والفواكه ، متواصل العمارة على الشكل الحسن والترتيب الأنيق.
(كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها) ثمرها. وإفراد الضمير لإفراد «كلتا» ، فإنّه مفرد اللفظ مثنّى المعنى. ولو قيل : آتتا على المعنى لجاز. (وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ) ولم تنقص من أكلها (شَيْئاً) يعهد في سائر البساتين ، فإنّ الثمار تتمّ في عام وتنقص في عام غالبا (وَفَجَّرْنا خِلالَهُما) وشققنا وسط الجنّتين (نَهَراً) نسقيهما ، حتّى يكون الماء قريبا منهما ، يصل إليهما من غير كدّ وتعب ، ويكون ثمرهما وزرعهما بدوام الماء فيهما أوفى وأروى. وقرأ يعقوب : وفجرنا بالتخفيف.
(وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) أنواع من المال سوى الجنّتين ، من ثمر ماله إذا كثر. وعن مجاهد : الذهب والفضّة وغيرهما. فكان وافر اليسار من كلّ وجه ، متمكّنا من عمارة الأرض كيف شاء. (فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ) يراجعه في الكلام ، من : حار يحور إذا رجع (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) حشما وأعوانا. وقيل : أولادا ذكورا ، لأنّهم
__________________
(١) في هامش النسخة الخطّية : «التوزير : الإحكام ، من قولهم : تأزّر النبت ، أي : التفّ واشتدّ. منه غفر الله له».