ملساء يزلق عليها القدم ، لملاستها باستئصال نباتها وأشجارها.
(أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً) غائرا (١) في الأرض ، لا يبقى أثره. مصدر وصف به ، كالزلق. (فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً) للماء الغائر ، تردّدا في ردّه.
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ) وأهلك أمواله حسبما توقّعه صاحبه. وهو مأخوذ من : أحاط به العدوّ ، فإنّه إذا أحاط به استولى عليه وغلبه ، وإذا غلبه أهلكه. ومنه : (إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ) (٢). ونظيره : أتى عليه إذا أهلكه ، من : أتى عليهم العدوّ إذا جاءهم مستعليا عليهم.
(فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ) ظهرا لبطن ، كما هو فعل النادم ، تلهّفا وتحسّرا (عَلى ما أَنْفَقَ فِيها) في عمارتها. وهو متعلّق بـ «يقلّب» ، لأنّ تقليب الكفّين لمّا كان في معنى الندم ، عدّي تعديته بـ «على» ، فإنّ النادم يقلّب كفّيه ظهرا لبطن ، كما كنّي عن ذلك بعضّ الكفّ والسقوط في اليد. فكأنّه قيل : فأصبح يندم. أو حال ، أي : متحسّرا على ما أنفق فيها.
(وَهِيَ خاوِيَةٌ) ساقطة (عَلى عُرُوشِها) بأن سقطت عروشها على الأرض ، وسقطت الكروم فوقها. قيل : أرسل الله عليها نارا فأكلتها.
(وَيَقُولُ) عطف على «يقلّب» ، أو حال من ضميره (يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً) كأنّه تذكّر موعظة أخيه ، وعلم أنّه أتى من قبل شركه وطغيانه ، فتمنّى لو لم يكن مشركا فلم يهلك الله بستانه. ويجوز أن يكون توبة من الشرك ، وندما على ما سبق منه.
(وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ) وقرأ حمزة والكسائي بالياء ، لتقدّمه (يَنْصُرُونَهُ) يقدرون على نصره ، بدفع الإهلاك ، أو ردّ المهلك ، أو الإتيان بمثله (مِنْ دُونِ اللهِ) فإنّه القادر على ذلك وحده (وَما كانَ مُنْتَصِراً) وما كان ممتنعا بقوّته عن انتقام الله منه.
(هُنالِكَ) في ذلك المقام وتلك الحال (الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ) النصرة لله وحده ، لا
__________________
(١) غار الماء : ذهب في الأرض ، فهو غائر.
(٢) يوسف : ٦٦.