النفع والضرر إلى غيركم. وعن عليّ عليهالسلام : «ما أحسنت إلى أحد ، ولا أسأت إليه ، وتلاها».
(فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) وعد عقوبة المرّة الآخرة (لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) أي : بعثناهم ليسوؤا وجوهكم ، أيّ : يجعلوها بادية آثار المساءة فيها ، فحذف لدلالة ذكره أوّلا عليه. وقرأ ابن عامر وحمزة وأبو بكر : ليسوء على التوحيد. والضمير فيه للوعد ، أو البعث ، أو لله. ويعضده قراءة الكسائي بالنون.
(وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ) مسجد بيت المقدس ونواحيه (كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا) وليهلكوا (ما عَلَوْا) ما غلبوه واستولوا عليه ، أو مدّة علوّهم (تَتْبِيراً) وذلك بأن سلّط الله عليهم الفرس مرّة أخرى ، فغزاهم ملك بابل من ملوك الطوائف اسمه جودرز. وقيل : حردوس.
قيل : دخل صاحب الجيش مذبح قرابينهم فوجد فيه دما يغلي ، فسألهم عنه.
فقالوا : دم قربان لم يقبل منّا. فقال : ما صدقوني. فقتل أكثرهم ، فلم يهدأ الدم. فقال : إن لم تصدّقوني ما تركت منكم أحدا. فقالوا : إنّه دم يحيى. فقال : لمثل هذا ينتقم ربّكم منكم.
ثمّ قال : يا يحيى قد علم ربّي وربّك ما أصاب قومك من أجلك ، فاهدأ بإذن الله قبل أن لا أبقي منهم أحدا ، فهدأ.
(عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) بعد المرّة الثانية توبة أخرى ، وانزجرتم عن المعاصي (وَإِنْ عُدْتُمْ) مرّة ثالثة إلى الفساد (عُدْنا) مرّة ثالثة إلى عقوبتكم. وقد عادوا فأعاد الله إليهم النقمة بتسليط الأكاسرة ، فقتلوا منهم مائة ألف وثمانين ألفا ، وخرّب بيت المقدس. وعن الحسن : عادوا بتكذيب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وقصد قتله ، فعاد الله بتسليطه عليهم ، فقتل قريظة ، وأجلى بني النضير ، وضرب الجزية على الباقين إلى يوم القيامة.
هذا لهم في الدنيا. (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) محبسا لا يقدرون على الخروج منها أبد الآباد. وقيل : بساطا كما يبسط الحصير.