بَعْضاً) (١). وقوله : (أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ) (٢) وقوله (وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ) (٣). وهم بختنصر عامل لهراسف على بابل وجنوده. وقيل : جالوت الجزري.
وقيل : سنحاريب ، من أهل نينوى. (أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) ذوي قوّة وبطش في الحرب شديد (فَجاسُوا) تردّدوا لطلبكم ، من الجوس ، وهو التردّد (خِلالَ الدِّيارِ) وسطها للقتل والغارة. قتلوا سبعين ألفا من كبارهم ، وسبوا سبعين ألفا من صغارهم ، وحرّقوا التوراة ، وخرّبوا المسجد. (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) وكان وعد عقابهم لا بدّ أن يفعل.
عن ابن عبّاس وابن مسعود وابن زيد : أنّ الإفساد الأوّل قتل زكريّا ، والثاني قتل يحيى بن زكريّا. فسلّط الله عليهم سابور ذا الأكتاف ـ ملكا من ملوك فارس ـ في قتل زكريّا ، وسلّط عليهم في قتل يحيى بختنصّر ، وهو رجل خرج من بابل.
(ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ) أي : الدولة والغلبة (عَلَيْهِمْ) على الّذين بعثوا عليكم حين تبتم ورجعتم عن الفساد والعلوّ. فردّ أسراهم إلى الشام ، وملك دانيال عليهم ، فاستولوا على من كان فيها من أتباع بختنصر. أو بأن سلّط داود على جالوت فقتله.
(وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ) أي : كثّر مالكم وأولادكم ، ورددنا لكم العدّة والقوّة (وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) عددا ممّا كنتم. والنفير من ينفر مع الرجل من قومه. وقيل : جمع نفر ، كالعبيد. وهم المجتمعون للذهاب إلى العدوّ.
(إِنْ أَحْسَنْتُمْ) في أقوالكم وأفعالكم (أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ) لأنّ ثوابه لكم ، فنفع إحسانكم عائد إليكم (وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) فإنّ وبالها عليها. وإنّما ذكرها باللام ازدواجا. والمعنى : إنّ الإحسان والإساءة كليهما مختصّ بأنفسكم ، لا يتعدّى
__________________
(١) الأنعام : ١٢٩.
(٢) مريم : ٨٣.
(٣) فصّلت : ٢٥.