وعليّ بن القاسم الكندي ، ويحيى بن يعلى ، وعليّ بن مسهر ، عن فضل بن مرزوق ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : لمّا نزل قوله : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) أعطى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة فدكا».
قال عبد الرحمن بن صالح : «كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى يسأله عن قصّة فدك ، فكتب إليه عبيد الله بهذا الحديث ، رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطيّة ، فردّ المأمون فدك على ولد فاطمة عليهاالسلام» (١).
(وَالْمِسْكِينَ) وآت المسكين حقّه الّذي جعله الله له ، من الزكاة وغيرها (وَابْنَ السَّبِيلِ) وآت المجتاز المنقطع عن بلاده حقّه أيضا (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً) بصرف المال فيما لا ينبغي ، فإنّ التبذير تفريق المال في غير حقّه. قال مجاهد : لو أنفق مدّا في باطل كان مبذّرا ، ولو أنفق جميع ماله في الحقّ لم يكن تبذيرا. وقد أنفق بعضهم نفقة في خير فأكثر ، فقال له صاحبه : لا خير في السّرف ، فقال : لا سرف في الخير.
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال لسعد وهو يتوضّأ : «ما هذا السرف؟ فقال : أفي الوضوء سرف؟ قال : نعم وإن كنت على نهر جار».
(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ) إنّ المسرفين أمثال الشياطين في الشرارة ، السالكون طريقهم ، فإنّ التضييع والإتلاف شرّ. أو أصدقاؤهم وأتباعهم ، لأنّهم يطيعونهم في الإسراف والصرف في المعاصي.
روي أنّهم كانوا ينحرون الإبل ، ويتياسرون (٢) عليها ، ويبذّرون أموالهم في السمعة ، فنهاهم الله تعالى عن ذلك ، وأمرهم بالإنفاق في القربات.
(وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) مبالغا في الكفر به ، فينبغي أن لا يطاع ، فإنّه لا يدعو إلا إلى مثل فعله من الشرّ.
__________________
(١) مجمع البيان ٦ : ٤١١.
(٢) أي : يتقامرون.