بينهما الّذي هو الكرم.
(فَتَقْعُدَ مَلُوماً) فتصير ملوما عند الله وعند النّاس بالإسراف وسوء التدبير (مَحْسُوراً) نادما ، أو منقطعا بك لا شيء عندك ، من : حسره السفر إذا بلغ منه ، أي : انقطع.
وقيل : معناه : إن أمسكت قعدت ملوما مذموما ، وإن أسرفت بقيت متحسّرا مغموما.
وعن جابر : «بينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جالس أتاه صبيّ فقال : إنّ أمّي تستكسيك درعا. فقال : من ساعة إلى ساعة يظهر ، فعد إلينا. فذهب إلى أمّه فقالت : قل له : إنّ أمّي تستكسيك الدرع الّذي عليك. فدخل صلىاللهعليهوآلهوسلم داره ، ونزع قميصه وأعطاه ، وقعد عريانا.
وأذّن بلال ، وانتظروه للصلاة فلم يخرج ، فلامه الكفّار وقالوا : إنّ محمدا اشتغل بالنوم واللهو عن الصلاة. فأنزل الله ذلك ، ثمّ سلّاه بقوله : (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) يوسّعه ويضيّقه بمشيئته التابعة للحكمة ، فليس ما يرهقك من الإضافة إلّا لمصلحتك (إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) يعلم سرّهم وعلنهم ، فيعلم من مصالحهم ما يخفى عليهم.
ويجوز أن يراد أن البسط والقبض من أمر الله العالم بالسرائر والظواهر ، فأمّا العباد فعليهم أن يقتصدوا. أو أنّه تعالى يبسط تارة ويقبض أخرى ، فاستنّوا بسنّته ، ولا تقبضوا كلّ القبض ، ولا تبسطوا كلّ البسط. وأن يكون تمهيدا لقوله : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ) أي : بناتكم (خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) مخافة الفاقة. وقتلهم أولادهم هو وأدهم بناتهم مخافة الفقر ، فنهاهم عنه ، وضمن لهم أرزاقهم ، فقال : (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً) ذنبا عظيما ، لما فيه من قطع التناسل وانقطاع النوع. والخطأ : الإثم. يقال : خطئ خطأ ، كأثم إثما.
وقرأ ابن عامر برواية ابن ذكوان : خطأ. وهو اسم من : أخطأ ، يضادّ الصواب.
وقيل : لغة فيه ، كمثل ومثل ، وحذر وحذر. وقرأ ابن كثير خطاء بالمدّ والكسر. وهو إمّا