عن قتادة ومجاهد : إنّما قال ذلك سرّا من قومه ، ولم يسمع ذلك إلّا رجل منهم فأفشاه.
(فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً) قطاعا. فعال بمعنى مفعول ، كالحطام. من : الجذّ ، وهو القطع.
وقرأ الكسائي بالكسر. وهو لغة ، أو جمع جذيذ ، كخفاف وخفيف. (إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ) للأصنام. يعني : كسر غيره واستبقاه.
روي أنّ آزر خرج بإبراهيم في يوم عيد لهم ، فبدءوا ببيت الأصنام فدخلوه وسجدوا لها ، ووضعوا بينها طعاما خرجوا به معهم ، وقالوا : إلى أن نرجع بركت الآلهة على طعامنا. فذهبوا وبقي إبراهيم ، فنظر إلى الأصنام ، وكانت سبعين صنما مصطفّة ، وثمّ صنم عظيم مستقبل الباب ، وكان من ذهب ، وفي عينيه جوهرتان تضيئان بالليل ، فكسرها كلّها بفأس في يده ، حتّى لم يبق إلّا الكبير ، فعلّق الفأس في عنقه.
(لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) لأنّه عليهالسلام غلب على ظنّه أنّهم لا يرجعون إلّا إليه ، لتفرّده واشتهاره بينهم بعداوة آلهتهم ، فيحاجّهم بقوله : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ) فيحجّهم.
وعن الكلبي : الضمير للكبير ، أي : لعلّهم يرجعون إلى الكبير فيسألونه عن كاسرها ، إذ من شأن المعبود أن يرجع إليه في حلّ العقد ، فيبكّتهم بذلك إذا تبيّن لهم أنّه عاجز لا ينفع ولا يضرّ ، وظهر أنّهم في عبادته على جهل عظيم. أو إلى الله ، أي : يرجعون إلى توحيده عند تحقّقهم عجز آلهتهم.
(قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٥٩) قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (٦٠) قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ
__________________
وأعلم علما ليس بالظنّ أنّه |
|
إذا الله .......... |
أي : إذا سهّل الله صعوبة شيء وأزالها سهل تحصيله أو دفعه.