المقدّرين تقديرا. فحذف المميّز لدلالة «الخالقين» عليه.
روي : أنّ عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنطق بذلك قبل إملائه ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اكتب هكذا نزلت».
وعلى رواية اخرى : فلمّا بلغ إلى قوله : «خلقا آخر» خطر بباله : فتبارك الله أحسن الخالقين ، فلمّا أملاها رسول الله كذلك قال عبد الله : إن كان محمّد نبيّا يوحى إليه فأنا نبيّ يوحى إليّ. فلحق بمكّة كافرا ، ثمّ أسلم يوم الفتح.
(ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ) بعد ما ذكرنا من تمام الخلق (لَمَيِّتُونَ) لصائرون إلى الموت لا محالة ، ولذلك ذكر النعت الّذي للثبوت دون اسم الفاعل.
(ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ) للمحاسبة والمجازاة. أخبر سبحانه بذلك أنّ هذه البنية العجيبة ، المبنيّة على أحسن إتقان وإحكام ، تنقض بالموت لغرض صحيح ، وهو البعث والإعادة. وليس في ذكر الحياتين نفي الثالثة الّتي هي حياة القبر ، فإنّ إثبات البعث يوم القيامة لا يدلّ على نفي ما عداه ، كما لو ذكرت ثلثي ما عندك وطويت ذكر ثلثه ، لم يكن دليلا على أنّ الثلث ليس عندك. وأيضا الغرض ذكر هذه الأجناس الثلاثة : الإنشاء والإماتة والإعادة ، والمطويّ ذكرها من جنس الإعادة.
(وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (١٧) وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ (١٨) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (١٩) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (٢٠) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي