(أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) أي : يرغبون في الطاعات أشدّ الرغبة فيبادرونها. أو يسارعون في نيل الخيرات الدنيويّة الموعودة على الأعمال الصالحة بالمبادرة إليها ، كقوله : (فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ) (١). (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (٢). وهذا الوجه أحسن طباقا للآية المتقدّمة ، لأنّ فيه إثبات ما نفي عن الكفّار للمؤمنين.
عن الحسن : المؤمن جمع إحسانا وشفقة ، والمنافع جمع إساءة وأمنا.
(وَهُمْ لَها سابِقُونَ) لأجلها فاعلون السبق. أو لأجلها سابقون الناس إلى الطاعة ، أو الثواب والجنّة. أو إيّاها سابقون ، أي : ينالونها قبل الآخرة ، حيث عجّلت لهم في الدنيا ، كقوله : (هُمْ لَها عامِلُونَ) (٣).
(وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٢) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ (٦٣) حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (٦٤) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (٦٥) قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ (٦٦) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ
__________________
(١) آل عمران : ١٤٨.
(٢) العنكبوت : ٢٧.
(٣) المؤمنون : ٦٣.