تسمية الشيء باسم ما يؤول إليه ، فإنّ الفاسق إذا زوّج استغنى بالحلال عن الحرام.
وهذا الأمر للندب عندنا ، للروايات المأثورة عن أئمّتنا عليهمالسلام. وقد يكون للوجوب ، خوفا من العنت. وفيه فضل كثير ، وثواب جزيل. وورد فيه أخبار كثيرة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام. منها : «من أحبّ فطرتي فليستنّ بسنّتي ، وهي النكاح».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من كان له ما يتزوّج فلم يتزوّج ، فليس منّا».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا تزوّج أحدكم عجّ (١) شيطانه : يا ويله عصم ابن آدم منّي ثلثي دينه».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا عياض لا تزوّجنّ عجوزا ولا عاقرا ، فإنّي مكاثر بكم».
وقال عليهالسلام : «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج ، فإنّه أغضّ للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنّه له وجاء» (٢).
وروى عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، قال : لقيني ابن عبّاس في حجّة حجّها ، فقال هل تزوّجت؟ قلت لا. قال : فتزوّج. قال : ولقيني في العام المقبل فقال : هل تزوّجت؟ قلت : لا. فقال : اذهب فتزوّج ، فإنّ خير هذه الأمّة كان أكثرها نساء. يعني : النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وعن أبي هريرة قال : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد للقيت الله بزوجة ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «شراركم عزّابكم».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما يمنع المرء أن يتّخذ أهلا؟ لعلّ الله يرزقه نسمة يثقل الأرض بـ : لا إله إلّا الله».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما بني في الإسلام أحبّ إلى الله عزوجل من التزويج. ولركعتان يصلّيهما
__________________
(١) أي : صاح ورفع صوته.
(٢) الوجاء : رضّ البيضتين ودقّها ، فهو كالخصاء. شبّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الصوم بوجاء البيضتين ، لأنّه يكسر الشهوة.