المعنى ، أو انحراف من الدعوة إلى جانب الحقّ. وهو في المعاني كالعوج في الأعيان.
(قَيِّماً) مستقيما معتدلا ، لا إفراط فيه ولا تفريط. أو قيّما بمصالح العباد وما لا بدّ لهم منه من الشرائع ، فيكون وصفا له بالتكميل بعد وصفه بالكمال. أو قيّما على الكتب السالفة ، يشهد بصحّتها. أو دائما يدوم ويثبت إلى يوم القيامة.
وانتصابه بمضمر ، تقديره : جعله قيّما. أو على الحال من الضمير في «له» ، أو من «الكتاب» على أنّ الواو في «ولم» يجعل للحال دون العطف ، إذ لو كان للعطف لكان المعطوف فاصلا بين أبعاض المعطوف عليه ، فإنّ الحال من تتمّة ذي الحال ، ولذلك قيل : فيه تقديم وتأخير.
ثمّ بيّن سبحانه الغرض في إنزاله ، فقال : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً) أي : لينذر العبد الّذي أنزل عليه الكتاب ، الّذين كفروا ، عذابا شديدا من عند الله ، إن لم يؤمنوا به. فحذف المفعول الأوّل اكتفاء بدلالة القرينة ، واقتصارا على الغرض المسوق إليه. (مِنْ لَدُنْهُ) صادرا من عنده.
وقرأ أبو بكر بإسكان الدال مع إشمام الضمّة ، ليدلّ على أصله ، وكسر النون لالتقاء الساكنين ، وكسر الهاء للإتباع.
(وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً) هو الجنّة (ماكِثِينَ فِيهِ) في الأجر (أَبَداً) بلا انقطاع.
(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) خصّهم بالذكر ، وكرّر الإنذار متعلّقا بهم ، استعظاما لكفرهم. وإنّما لم يذكر المنذر به استغناء بتقدّم ذكره.
(ما لَهُمْ بِهِ) أي : بالولد ، أو باتّخاذه ، أو بالقول به (مِنْ عِلْمٍ) يعني : أنّهم يقولونه عن جهل مفرط وتوهّم كاذب ، أو تقليد لما سمعوه من أوائلهم ، من غير علم بالمعنى الّذي أرادوا به ، فإنّهم كانوا يطلقون الأب والابن بمعنى المؤثّر والأثر ، أو بالله ، إذ لو علموه لما جوّزوا نسبة الاتّخاذ إليه (وَلا لِآبائِهِمْ) الّذين تقوّلوه ، بمعنى التبنّي.
(كَبُرَتْ كَلِمَةً) عظمت مقالتهم هذه في الكفر ، لما فيها من التشبيه والتشريك ،