جاز فيه الرفع على الابتداء ؛ وهو المختار ، والنصب على إضمار فعل يفسره الظاهر من لفظه إن أمكن ؛ وإلا فمن معناه.
والمخفوض إذا (١) كان فى موضع رفع يعامل فى هذا الباب معاملة المرفوع (٢) إلا أنّ النصب أبدا فى هذا الباب (٣) مع الضمير المنصوب أحسن منه مع السببى المنصوب ، ومع السببى المنصوب أحسن منه مع الضمير المجرور ، ومع الضمير المجرور أحسن منه مع السببى المجرور.
فإن كان العامل فى معنى أمر أو نهى أو دعاء (٤) ، جاز ـ أيضا ـ فى المشتغل عنه الرفع على الابتداء ، والحمل على إضمار فعل ؛ فيكون على حسب الضمير أو السببى ، فإن كان مرفوعا رفع ، وإن كان منصوبا أو مخفوضا ، نصب ، والاختيار إضمار الفعل.
__________________
إن أمكن ، وذلك نحو قولك : زيدا ضربته أى : ضربت زيدا ضربته ، وإلا فمن معناه نحو قولك : زيدا ضربت أخاه وزيدا مررت به وزيدا مررت بأخيه أى : أهنت زيدا ضربت أخاه ، ولقيت زيدا مررت به ولا بست زيدا مررت بأخيه. أه.
(١) في أ: إن.
(٢) م : وقولى : «والمخفوض إذا كان فى موضع رفع يعامل فى هذا الباب معاملة المرفوع» مثال ذلك : زيد سير به ، لا يجوز فى زيد إلا الرفع على الابتداء ، كما لا يجوز فى : زيد قام ، إلا الرفع على الابتداء. أه.
(٣) م : وقولى : «إلا أن النصب أبدا فى هذا الباب» إلى آخره إنما كان النصب فى : زيدا ضربته ، أحسن منه فى : زيدا مررت به ؛ لأن ضرب يفسر العامل المضمر من لفظه ومعناه ، وفى : زيدا مررت به يفسره من معناه ، وكان النصب فى قولك : زيدا مررت به أحسن منه فى قولك زيدا ضربت أخاه ؛ لأن دلالة مررت على لقيت أبين من دلالة ضربت على أهنت ، والنصب فى قولك : زيدا ضربت أخاه أحسن ـ منه فى قولك : زيدا مررت بأخيه ؛ لأن ضربت يصل بنفسه كأهنته ، وليس مررت بواصل إلى معموله كوصول لا بست. أه.
(٤) م : وقولى : «فإن كان العامل فى معنى أمر أو نهى أو دعاء» إلى آخره إنما يختار النصب بإضمار فعل إن كان الضمير أو السببى منصوبا ؛ لأن الأمر والنهى لا يكونان إلا بالفعل ؛ فاختير إضمار الفعل لذلك ، والدعاء بمنزلة الأمر ؛ لأنه طلب مثله ؛ وكذلك كان حق باب صيغة فعله أن يكون كصيغة فعل الأمر ؛ نحو قولك : اغفر اللهم لزيد ، ومثال ذلك : زيدا اضربه ، وزيدا لا تضربه ، وزيدا امرر به ، وزيدا لا تمرر به ، وزيدا اغفر له ، وزيدا اضرب أخاه ، وزيدا لا تضرب أخاه ، وزيدا امرر بأخيه ، وزيدا لا تمرر بأخيه ، وزيدا غفر الله لأبيه ، ولمثل تلك العلة أيضا نختار الرفع بإضمار فعل إذا كان الضمير أو السببى مرفوعا ، نحو قولك : زيد