وأدوات التحضيض (١) ، وهى : هلا ولو لا ولو ما وألا بمعناها ، فإن كانت «لو لا» حرف امتناع لوجود ، لم يلها إلا الابتداء ، وتدخل «اللام» فى جوابها ، وجواب
__________________
الحافظ ابن حجر أنه ظفر به فى مشكل الحديث لابن قتيبة من غير إسناد. وقال فى اللآلىء : منهم من يجعله من كلام عمر ، وقد كثر السؤال عنه ، ولم أقف له على أصل ، وسئل بعض شيوخنا الحفاظ عنه ، فلم يعرفه ، لكن روى أبو نعيم فى الحلية بسند ضعيف عن عبد الله بن الأرقم أنه قال : حضرت عمر عند وفاته مع ابن عباس والمسور ابن مخرمة ، فقال عمر سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : «إن سالما شديد الحب لله عز وجل ، لو كان لا يخاف الله ما عصاه» وفى لفظ : «لو لم يخف الله ما عصاه» ، وفى رواية قال : «لو استخلفت سالما مولى أبى حذيفة ، فسألنى ربى ما حملك على ذلك؟ لقلت سمعت نبيك صلّى الله عليه وسلّم يقول إنه يحب الله حقا من قلبه» ، وقال الجلال السيوطى فى شرح نظم التلخيص : «كثر سؤال الناس عن حديث «نعم العبد صهيب ، لو لم يخف الله لم يعصه» ، ونسبه بعضهم إلى النبى صلّى الله عليه وسلّم ، ونسبه ابن مالك فى شرح الكافية وغيره إلى عمر ، قال الشيخ بهاء الدين السبكى لم أر هذا الكلام فى شىء من كتب الحديث ، لا مرفوعا ولا موقوفا ، لا عن عمر ولا عن غيره ، مع شدة التفحص عنه» انته.
نعم قد روى الديلمى فى سالم لا صهيب عن عمر مرفوعا أن معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامة لا يحجبه من الله إلا المرسلون ، وإن سالما مولى أبى حذيفة شديد الحب فى الله ، لو لم يخف الله ما عصاه. والله أعلم.
ينظر كشف الخفا ٤٤٦ ـ ٤٤٧ ، المصنوع فى معرفة الحديث الموضوع ٢٠٢ ، الأسرار المرفوعة ٢٥٣ ـ ٢٥٥ ، الفوائد المجموعة ٤٠٩ ، التذكرة للفتنى ١٠١ ، الدرر المنتثرة فى الأحاديث المشتهرة للسيوطى ١٦٥].
وإنما حملتها على ذلك لأنها لو كانت حرف امتناع لامتناع ، لكان المعنى فاسدا ، لأنه إذا امتنع النفى لزم الإيجاب ؛ فيلزم من ذلك أن يكون خاف الله وعصاه ، وهو خلاف المعنى المراد ، ولا يلزم ذلك إذا جعلتها بمعنى إن. أه.
(١) م : وقولى : «وأدوات التحضيض ...» إلى آخره مثال تقدم أداة التحضيض : هلا زيدا ضربته ، لا يجوز فى زيد إلا النصب بإضمار فعل ؛ لأن أداة التحضيض لا يليها المبتدأ ، فأما قول الشاعر : [من الطويل]
ونبّئت ليلى أرسلت بشفاعة |
|
إلىّ فهلّا نفس ليلى شفيعها |
[ينظر البيت للمجنون فى ديوانه ص ١٥٤ ، ولإبراهيم الصولى فى ديوانه ص ١٨٥ ولابن الدمينة فى ملحق ديوانه ص ٢٠٦ ، وللمجنون أو لابن الدمينة أو للصمة بن عبد الله القشيرى فى شرح شواهد المغنى ١ / ٢٢١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤١٦ ، ولأحد هؤلاء أو لإبراهيم الصولى فى خزانة الأدب ٣ / ٦٠ ، وللمجنون أو للصمة القشيرى فى الدرر ٥ / ١٠٦ وللمجنون أو لغيره فى المقاصد النحوية ٤ / ٤٥٧ ، وبلا نسبة فى الأغانى ١١ / ٣١٤ وأوضح المسالك ٣ / ١٢٩ ، وتخليص الشواهد ص ٣٢٠ ، وجواهر الأدب ص ٣٩٤