[من البسيط] :
٤٣ ـ فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم |
|
إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر (١) |
ف «مثلهم» : مرفوع إلا أنه مبنى على الفتح ؛ لإضافته إلى مبنىّ (٢) ؛ نحو قول الآخر [من الرمل] :
٤٤ ـ تتداعى منخراها بدم |
|
مثل ما أثمر حماض الجبل (٣) |
__________________
و «نقائض جرير والفرزدق» ثلاثة مجلدات ينظر الأعلام ٨ / ٩٣ ، ابن خلكان ٢ / ١٩٦ ، جمهرة أشعار العرب ١٦٣.
(١) هذا البيت من قصيدة للفرزدق يمدح بها عمر بن عبد العزيز الأموي.
والشاهد فيه : مجىء «مثل» مبنيّا على الفتح ، لإضافته إلى مبنى ، وهو الضمير «هم» وهو فى الأصل مرفوع وفيه شاهد آخر أن «ما» الحجازية عملت مع تقدم خبرها على اسمها.
ينظر : ديوانه ١ / ١٨٥ ، والأشباه والنظائر ٢ / ٢٠٩ ، ٣ / ١٢٢ ، وتخليص الشواهد ص ٢٨١ ، والجنى الداني ص ١٨٩ ، ٣٢٤ ، ٤٤٦ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٣٣ ، ١٣٨ ، والدرر ٢ / ١٠٣ ، ٣ / ١٥٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٦٢ ، وشرح التصريح ١ / ١٩٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٣٧ ، ٢ / ٧٨٢ ، والكتاب ١ / ٦٠ ، ومغني اللبيب ص ٣٦٣ ، ٥١٧ ، ٦٠٠ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٩٦ ، والمقتضب ٤ / ١٩١ والهمع ١ / ١٢٤ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ٢٨٠ ، ورصف المباني ص ٣١٢ ، وشرح الأشموني ١ / ١٢٢ ، ومغني اللبيب ص ٨٢.
(٢) م : وقولى : «فمثلهم مرفوع إلا أنه بنى على الفتح لإضافته إلى مبنى» إن اعترض ذلك معترض فقال : لا يسوغ ذلك ؛ لأن مثلا فى بيت الفرزدق مضاف إلى مضمر ، والمضمر ـ وإن كان مبنيّا ـ فإنه يرد الأشياء إلى أصولها ، ألا ترى أنك تقول : بك لأفعلن ، ولا يجوز أن تقول : تك لأفعلن ، ولا : وك لأخرجنّ ، بل لا يجر المضمر من حروف القسم إلا الباء ؛ لأنها الأصل فى باب القسم ، وكذلك أيضا تقول : أعطيتموا زيدا درهما وأعطيتم زيدا درهما ، فإذا قلت : الدرهم أعطيتموه زيدا ، لم يجز أن تقول : أعطيتمه زيدا ، بل يلزم الأصل بسبب الضمير وأمثال ذلك كثيرة ؛ فكذلك ينبغى أن لا يبنى «مثل» لإضافتة إلى الضمير ؛ لأن الضمير كثيرا ما يرد الأشياء إلى أصولها ، فالجواب أنه قد استقر من كلام العرب بناء المضاف إلى المضمر ؛ أنشد الكوفيون : [من الرجز]
لم يبق إلا المجد والقصائدا |
|
غيرك يابن الأكرمين والدا |
[ينظر : همع الهوامع ١ / ٢٢٣ ، الدرر ١ / ١٩١].
فغير فاعل «يبقى» ، وقد بنى لإضافته إلى المضمر ؛ ألا ترى أنك إن لم تجعله فاعلا ، لزمك حذف الفاعل وحذفه لا يسوغ. أه.
(٣) والشاهد فيه أن «مثل» مبنى لإضافته إلى غير متمكن ، و «ما» مصدرية ، وهي مع ما بعدها في تأويل مصدر مضاف إليه.