وحكى عن بعض الفصحاء : إن قنعت كاتبك لسوطا.
وانفردت إنّ ولكنّ بجواز العطف على موضعهما مع الاسم فى أحد القولين (١) إلا أنه لا يخلو أن تعطف على اسمهما بعد الخبر أو قبله فإن عطفت بعده جاز لك وجهان : النصب [على اللفظ](٢) ، والرفع على الموضع ، وإن عطفت قبله : فالنصب على اللفظ ليس إلا ؛ نحو قولك «إنّ زيدا وعمرا قائمان» ، ولا يجوز الرفع على الموضع ؛ لأنّه لم يتمّ الكلام ، فإن جاء شىء من ذلك ، فشاذ لا يقاس عليه ؛ نحو قولهم : «إنك وزيد ذاهبان».
* * *
__________________
(١) م : وقولى : «فى أحد القولين» أعنى أنك إذا قلت : «إنّ زيدا قائم وعمرو» و «لكن بكرا منطلق وعمرو» فمن النحويين من جعل عمرا معطوفا على موضع إن ولكن مع اسميهما لأن معنى «إن زيدا قائم» و «لكن بكرا منطلق» «زيد قائم» و «بكر منطلق» ومنهم من يجعل عمرا مبتدأ ، والخبر محذوف ؛ لدلالة ما قبله عليه ، كأنّه قال : وعمرو قائم ، وبكر منطلق ، ولم يجز العطف على الموضع ؛ لأنه لا محرز له ؛ ألا ترى أن الرفع على الابتداء لا يكون إلا مع التعرى ، والتعرى قد زال بدخول إن ولكن ، وإنما يجوز العطف على الموضع عنده فى مثل قولك : ليس زيد بقائم ولا ذاهبا ؛ لأن قولك : «بقائم» فى موضع نصب ، والطالب للنصب «ليس» وهى موجودة فى اللفظ ؛ فهى تحرز الموضع. أه.
(٢) سقط في ط.