أى : تصون إليك منها الحديث ؛ لأن المرأة توصف بكتمان الحديث ، ومن الاقتصار : قوله تعالى : (كُلُوا وَاشْرَبُوا) [البقرة : ٦٠] ، أى : أوقعوا هذين الفعلين.
ويجوز إدخال اللام على المفعول به إذا تقدّم على العامل ؛ قال الله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) [يوسف : ٤٣] ، وقد يجىء ذلك مع التأخير إلا أنه لا يقاس عليه ؛ إلا فى ضرورة نحو قوله [من الوافر] :
٦٢ ـ فلمّا أن تواقفنا قليلا |
|
أنخنا للكلاكل فارتمينا (١) |
أى : أنخنا الكلاكل.
وكذلك ـ أيضا ـ يجوز حذف حرف الخفض إن كان المفعول / أنّ أو أن مع صلتها ، تقول : «عجبت من أنّك قائم ، ومن أن يقوم زيد» ، وإن شئت حذفت من.
وإن كان المفعول خلاف ذلك ، لم يجز حذفه ، إلا حيث سمع ؛ قالوا : «فرقته وفزعته» أو فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الوافر] :
٦٣ ـ تمرّون الدّيار ولم تعوجوا |
|
كلامكم علىّ إذن حرام (٢) |
أى : على الديار ، وإذا تعدّى الفعل إلى المفعول ظاهرا ، لم يتعد إليه مع ذلك مضمرا ، لا تقول : «لزيد ضربته» ، فأما قوله [من البسيط] :
__________________
(١) البيت بلا نسبة في : رصف المباني ص ١١٦ ، ٢٢٢.
الشاهد قوله : «أنخنا للكلاكل» ؛ حيث أدخل اللام على المفعول به «الكلاكل» رغم تأخره عن عامله «أنخنا» ؛ وهو ضرورة.
(٢) البيت لجرير ، وقوله : «ولم تعوجوا» يقال : عاج رأس البعير إذا عطفه بالزمام.
الشاهد قوله : «تمرون الديار» والأصل تمرون بالديار فأسقط الشاعر حرف الجر وعدى الفعل بنفسه وهذا مقصور على السماع.
ينظر : ديوانه ص ٢٧٨ ، والأغاني ٢ / ١٧٩ ، وتخليص الشواهد ص ٥٠٣ ، وخزانة الأدب ٩ / ١١٨ ، ١١٩ ، ١٢١ ، والدرر ٥ / ١٨٩ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣١١ ، ولسان العرب (مرر) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٦٠ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦ / ١٤٥ ، ٨ / ٢٥٢ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٥٨ ، ورصف المباني ص ٢٤٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٧٢ ، وشرح المفصل ٨ / ٨ ، ٩ / ١٠٣ ، ومغني اللبيب ١ / ١٠٠ ، ٢ / ٤٧٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٨٣.