قولك : هذا حسن وجهه ، بنصب وجهه وخفضه ، فمن النصب قوله [من الرجز] :
٨٨ ـ أنعتها إنّى من نعّاتها |
|
كوم الذرى وادقة سرّاتها (١) |
ومن الخفض قوله [من الطويل] :
٨٩ ـ أقامت على ربعيهما جارتا صفا |
|
كميتا الأعالى جونتا مصطلاهما (٢) |
وإن كان المعمول نكرة أو مضافا إلى ضميرها ، ولم يتصل به ضمير يعود على الموصوف ـ جاز فيه الخفض والنّصب ، نحو قولك : «هذا حسن وجها ، وحسن وجه ، ومررت برجل حسن وجه جميل أنفه» بنصب أنفه وخفضه.
وإن اتصل به ضمير عائد عليه رفعته ، ولا يجوز نصبه ولا خفضه إلا فى ضرورة.
__________________
فالجواب أن ذلك لا يسوغ ، أعنى : إضافة المصطلى إلى الأعالى ؛ لأن المصطلى إنما هو لجارتين لا للأعالى ، ولو ساغ ذلك ، لساغ أن تقول : مررت برجل حسن الوجه ، كبير رأسه ، عظيم بطنه ؛ فتنسب بطن الرجل أو رأسه إلى وجهه. أه.
(١) البيت : لعمر بن لجأ التيمي.
والشاهد فيه : أن «وادقة» صفة مشبهة وفاعلها ضمير مستتر فيها ، و «سراتها» منصوب بالكسرة على التشبيه بالمفعول للصفة المشبهة.
ينظر : الأصمعيات ص ٣٤ ، خزانة الأدب ٨ / ٢٢١ ، الدرر ٥ / ٢٨٩ ، المقاصد النحوية ٣ / ٥٨٣ ، وبلا نسبة في شرح المفصل ٦ / ٨٣ ، ٨٨.
وفي ط ، أ: «ضراتها» بدلا من «سراتها».
(٢) البيت : للشماخ بن ضرار.
والربع : الدار والمنزل ، والصفا ـ بالفتح ـ الصخر الأملس ، وجارتا صفا : صخرتان تجعلان تحت القدر.
«وكميتا الأعلى» تركيب إضافي وهو مثنى كميت بالتصغير من الكمتة وهي : الحمرة الشديدة المائلة إلى السواد.
والجونة : السوداء ، والجون : الأسود وهو من الأضداد فيأتي بمعنى الأبيض أيضا ولكن ليس المراد هنا.
والمصطلي : اسم مكان الصلاء أي : الاحتراق بالنار.
الشاهد : إضافة الصفة المشبهة ، وهو قوله «جونتا» إلى معمول يشتمل على ضمير الموصوف ، وهذا رديء.
ينظر : ديوانه ص ٣٠٧ ـ ٣٠٨ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٩٣ ، والدرر ٥ / ٢٨١ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٧ ، وشرح المفصل ٦ / ٨٣ ، ٨٦ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ٢١٠ ، والكتاب ١ / ١٩٩ ، المقاصد النحوية ٣ / ٥٨٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٩٩ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٨ / ٢٢٠ ، ٢٢٢ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٥٩.