عوده على بدئه ، وجاء القوم قضّهم بقضيضهم ، وجاء زيد وحده ، ومررت بالقوم ثلاثتهم وأربعتهم إلى العشرة ، أى : معتركة العراك ، ومجتهدا جهدى ، ومطيقا طاقتى ، وجاعلا فاه إلى فىّ ، وعائدا عوده على بدئه ، ومنقضين قضّهم بقضيضهم ، ومنفردا وحده ، ومنفردا ثلاثتهم بالمرور ، فحذفت النكرات ، وأقيم معمولها مقامها.
وأما : «ادخلوا الأول فالأول» / و «جاء القوم الجمّاء الغفير» ـ فالألف واللام فيهما زائدتان.
والغفير : وصف لازم ؛ كلزوم وصف «من» فى قولك مررت بمن معجب لك.
ويشترط فيها ـ أيضا ـ : أن تكون مشتقة (١) ، أو فى حكمها ، وأعنى بذلك :
أن تكون فى معنى ما أخذ من المصدر ، وإن لم تكن مأخوذة منها نحو قولك : علمته الحساب بابا بابا ، أى : مفصلا ، ويشترط فيها ـ أيضا ـ أن تكون منتقلة ، أى : غير لازمة ، أو فى حكمها ، نحو : خلق الله الزّرافة يديها أطول من رجليها.
فهذه الصفة ـ وإن كانت لازمة للزرافة ـ فإنها تشبه بعد «خلق» غير اللازم ؛ إذ كان من الجائز أن يخلقها الله تعالى على خلاف ذلك.
ويشترط فيها ـ أيضا ـ أن يكون قد تم الكلام دونها ، أو فى حكم ما تمّ الكلام دونه ؛ نحو قولك : ضربى زيدا قائما ، وبابه ، ألا ترى أنّ قائما ههنا لا يتم الكلام إلا به ؛ لنيابته مناب الخبر ، ولو ظهر الخبر على الأصل ، فقيل : ضربى زيدا إذا وجد قائما ـ لم تكن لازمة (٢).
ويشترط فيها ـ أيضا ـ أن تكون منصوبة على معنى «فى».
والباب فيها : إن تأخّرت عن ذى الحال ، أن تكون من معرفة أو من نكرة مقاربة المعرفة (٣) ، أو غير مقاربة لها إن كانت الحال يقبح أن تكون وصفا لذى الحال ؛ نحو قولهم : مررت ببرّ قفيزا بدرهم ، ومررت بماء قعدة رجل ، ووقع أمر فجأة.
__________________
(١) م : وقولى : «وأن تكون مشتقة» المشتقة هى المأخوذة من المصدر ؛ نحو قولك : جاء زيد مسرعا ؛ ألا ترى أن مسرعا مشتق من السّرعة. أه.
(٢) ثبت في ط زيادة : «كانت الحال آتية بعد الجملة من الفعل ومرفوعه ، وهي تامة في الأصل ، قبل إضافة الظرف «إذا» إليها ، وإنما عرض لها اللزوم في حال الإضافة.
(٣) م : وقولى : «أن تكون من معرفة ، أو من نكرة مقاربة للمعرفة» مثال مجيئها من معرفة :