فيتخرّج على أن يكون مما أضيف فيه المسمّى إلى الاسم (١) ، كأنه قال (٢) : «حىّ هذا الاسم» ، أى : صاحبه ؛ وكذلك قول لبيد [من الطويل] :
١٦٠ ـ إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما |
|
ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر (٣) |
يتخرج على أن يكون أراد بالسلام : الله تعالى ؛ كأنه قال : اسم الله حفيظ عليكما.
وكذلك تفعل بكلّ ما يجىء [من](٤) نحو هذا.
والإضافة تكون في كلامهم بأدنى / ملابسة ؛ نحو قوله [من الطويل] :
١٦١ ـ إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة |
|
سهيل أذاعت غزلها فى القرائب (٥) |
__________________
وبلا نسبة في أمالى ابن الحاجب وشرح المفصل ٣ / ١٣.
(١) في ط : آل للاكم.
(٢) في ط : كأنك قلت
(٣) البيت : للبيد بن ربيعة.
اعتذر : أعذر أي صار ذا غدر.
والشاهد فيه قوله : «ثم اسم السّلام» فإن اسم مضاف إلى «السّلام» وهو إضافة الملغى إلى المعتبر ، يعنى لفظ الاسم ههنا ملغى لأن دخوله وخروجه سواء ويتخرج على أن يكون أراد بالسلام : الله ـ تعالى ـ كأنه قال : اسم الله حفيظ عليكما.
ينظر : ديوانه ص ٢١٤ ، والأشباه والنظائر ٧ / ٩٦ ، والأغاني ١٣ / ٤٠ ، وبغية الوعاة ١ / ٤٢٩ ، وخزانة الأدب ٤ / ٣٣٧ ، ٣٤٠ ، ٣٤٢ ، والخصائص ٣ / ٢٩ ، والدرر ٥ / ١٥ ، وشرح المفصل ٣ / ١٤ ، والعقد الفريد ٢ / ٧٨ ، ٣ / ٥٧ ، ولسان العرب (غدر) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٧٥ ، والمنصف ٣ / ١٣٥ ، وبلا نسبة في أمالي الزجاجي ص ٦٣ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٠٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٠٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٤٩ ، ١٥٨.
(٤) سقط في ط.
(٥) البيت بلا نسبة فى : الأشباه والنظائر ٣ / ١٩٣ ، وخزانة الأدب ٣ / ١١٢ ، ٩ / ١٢٥ وشرح المفصل ٣ / ٨ ، ولسان العرب (غرب) ، المحتسب ٢ / ٢٢٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٥٩.
الخرقاء هي المرأة التي لا تحسن عملا ، والأخرق : الرجل الذي لا يحسن صنعة وعملا ـ يقال : خرق بالشيء من باب قرب : إذا لم يعرف عمله. وذلك إما من تنعم وترفه ، أو من عدم استعداد قابلية. ومنه الخرقاء صاحبة ذي الرمة ، فإنه أول ما رآها أراد أن يستطعم كلامها ، فقدم إليها دلوا فقال : اخرزيها لي ، فقالت : إني خرقاء ؛ أي لا أحسن العمل! وليس الخرقاء هنا المرأة الحمقاء ، كما توهم ـ فأضاف الكوكب إلى الخرقاء ، بملابسة أنها لما فرطت في غزلها في الصيف ولم تستعد للشتاء استغزلت قرائبها عند طلوع سهيل سحرا ـ وهو زمان مجىء البرد ـ فبسبب هذه الملابسة سمى سهيل كوكب الخرقاء.
والشاهد فيه قوله : «كوكب الخرقاء» حيث أضيف «الكوكب» إلى الخرقاء لأدنى ملابسة بسبب اجتهادها في العمل عند طلوعه.