وقوله [من الطويل] :
٢٠٦ ـ أفى الولائم أولادا لواحدة |
|
وفى العيادة أولادا لعلات (١) |
أى : تتلوّنون ؛ مرّة كذا ومرّة كذا.
ومنه قولهم : «أعور وذا ناب» أى : أتستقبلون أعور وذا ناب ، فالاستقبال ثابت فى الحال ؛ وكذلك التّحوّل والتلوّن يجرى مجرى «أقائما وقد قعد النّاس».
ومن هذا الباب إضمار «كان» وإنابة «ما» منابها ؛ نحو قولك : أمّا أنت منطلقا انطلقت معك ، الأصل : إن كنت منطلقا انطلقت معك ، فأضمرت «كان» وعوّض منها «ما» ، وانفصل الضمير ؛ ومن مثل ذلك قوله [من البسيط] :
٢٠٧ ـ أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر |
|
فإنّ قومى لم تأكلهم الضّبع (٢) |
وقسم أنت فيه بالخيار ، وهو ما عدا ما ذكر ممّا على إضمار الفعل فيه دليل ؛ نحو قولك لمن شهر سيفا : «زيدا» ، تريد : «اضرب زيدا» ، وإن شئت أظهرته.
__________________
(١) البيت : بلا نسبة فى : شرح أبيات سيبويه ١ / ٣٨٢ ، والكتاب ١ / ٣٤٤ ، ولسان العرب (علل) والمقتضب ٣ / ٢٦٥.
الشاهد فيه : نصب «أولادا» بإضمار فعل وضعت هي موضعه بدل التلفظ به.
(٢) البيت : لعباس بن مرداس ونسب لجرير.
والشاهد فيه قوله : «أما أنت ذا نفر» ، والأصل : «لإن كنت ذا نفر» ، فحذف «كان» ، وعوض عنها «ما» الزائدة ، وأبقى اسمها ، وهو قوله : «أنت» ، وخبرها ، وهو قوله : «ذا نفر».
ينظر : البيت لعباس بن مرداس في ديوانه ص ١٢٨ ، والأشباه والنظائر ٢ / ١١٣ ، والاشتقاق ص ٣١٣ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٣ ، ١٤ ، ١٧ ، ٢٠ ، ٥ / ٤٤٥ ، ٦ / ٥٣٢ ، ١١ / ٦٢ ، والدرر ٢ / ٩١ ، وشرح شذور الذهب ص ٢٤٢ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٤٧٩ وشرح شواهد المغني ١ / ١١٦ ، ١٧٩ ، وشرح قطر الندى ص ١٤٠ ، ولجرير في ديوانه ١ / ٣٤٩ ، والخصائص ٢ / ٣٨١ ، وشرح المفصل ٢ / ٩٩ ، ٨ / ١٣٢ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٤١ ، والكتاب ١ / ٢٩٣ ، ولسان العرب (خرش) ، (ضبع) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٥ ، وبلا نسبة في الأزهية ص ١٤٧ ، وأمالي ابن الحاجب ١ / ٤١١ ، ٤٤٢ ، والإنصاف ١ / ٧١ ، وأوضح المسالك ١ / ٢٦٥ ، وتخليص الشواهد ص ٢٦٠ ، والجنى الداني ص ٥٢٨ ، وجواهر الأدب ١٩٨ ، ٤١٦ ، ٤٢١ ، ورصف المباني ص ٩٩ ، ١٠١ ، وشرح الأشموني ١ / ١١٩ ، وشرح ابن عقيل ص ١٤٩ ، ولسان العرب (أما) ، ومغني اللبيب ١ / ٣٥ ، والمنصف ٣ / ١١٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٣.