فهذه جملة النواصب بنفسها ، وبإضمار أن ، ولا تضمر أن فى عدا ما ذكر ، إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الطويل] :
٢١٤ ـ فلم أر مثلها خباسة واجد |
|
ونهنهت نفسى بعد ما كدتّ أفعله (١) |
يريد : أن أفعله.
أو فى نادر كلام ؛ نحو قولهم : «مره يحفرها» ، «ولا بدّ من يتتبّعها».
التقدير : أن يحفرها ، وأن يتتبّعها.
* * *
__________________
فمثال النصب على معنى : «إلى أن» قولك : ما سرت حتى أدخل المدينة ، تريد بذلك نفى قول من قال : سرت حتى تدخل المدينة ، أى : ما وقع منى سير إلى أن أدخل المدينة ، أو كى أدخل المدينة ومثال الرفع على المعنيين المتقدمى الذكر : قولك : ما سرت حتى أدخل المدينة ، تريد بذلك : نفى قول من قال : سرت حتى أدخل المدينة ، أى : ما وقع منى سير فدخول ، أو ما وقع منى سير ، فأنا فى حال دخول المدينة بسببه. أه.
(١) البيت : لامرئ القيس ونسب إلى عمرو بن جوين وإلى عامر بن جوين وإلى بعض الطائيين وإلى عامر بن الطفيل.
الشاهد فيه : نصب «أفعله» بتقدير «أن» قبله.
ينظر : البيت لامرئ القيس في ملحق ديوانه ص ٤٧١ ، وله أو لعمرو بن جوين في لسان العرب (خبس) ، ولعامر بن جوين في الأغاني ٩ / ٩٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٣٧ ، والكتاب ١ / ٣٠٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٠١ ، ولعامر بن جوين أو لبعض الطائيين في شرح شواهد المغني ٢ / ٩٣١ ، ولعامر بن الطفيل في الإنصاف ٢ / ٥٦١ ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٤٨ ، وجمهرة اللغة ص ٢٨٩ ، والدرر ١ / ١٧٧ ، ورصف المباني ص ١١٣ ، وشرح الأشموني ١ / ١٢٩ ، ومغني اللبيب ٢ / ٦٤٠. وهمع الهوامع ١ / ٥٨.