أو تضمّن معناه ؛ كأسماء الشرط (١) ، فإنها تضمّنت معنى إن ، وأسماء الاستفهام (٢) ؛ فإنّها تضمّنت معنى الهمزة.
أو وقع موقع المبنى ؛ كالمناديات (٣) المفردات المقبل عليها ، فإنّها وقعت موقع ضمير المخاطب ؛ لأنّ المنادى مخاطب ، والخطاب حقّه أن يكون بضمائره المختصّة به ، وكأسماء الأفعال ؛ فإنّها وقعت موقع الفعل المبنى.
أو ضارع ما وقع موقع المبنىّ ، وهو : كلّ اسم معدول لمؤنّث على وزن فعال ؛ كـ «حزام» فإنّه بنى لمضارعته نزال ، فى البناء والتعريف ، والتأنيث ، والعدل ، أو أضيف إلى مبنىّ ؛ نحو قوله [من الطويل] :
٢٢٦ ـ على حين عاتبت المشيب على الصّبا |
|
وقلت : ألمّا أصح والشّيب وازع (٤) |
فبنى «حين» لإضافتها إلى «عاتب».
أو خرج عن نظائره ، نحو : أىّ الموصولة (٥) ؛ لأنّها إذا وصلت بمبتدأ أو خبر ، وكان المبتدأ ضميرا ، جاز إثباته وحذفه ، كان فى الكلام طول أو لم يكن ، ولا يجوز ذلك فى غيرها حتى يكون فى الصّلة طول.
__________________
(١) م : وقولى : «كأسماء الشرط» مثال ذلك : من يكرمنى أكرمه ، وما تصنع أصنع. أه.
(٢) م : وقولى : «وأسماء الاستفهام» مثال ذلك : ما عندك؟ ومن عندك؟ أه.
(٣) م : وقولى : «كالمناديات» مثل : يا زيد ، ويا رجل. أه.
(٤) البيت : للنابغة الذبياني.
والشاهد فيه قوله : «على حين» ، حيث يجوز في «حين» الإعراب وهو الأصل ؛ والبناء لأنه أضيف إلى مبني ، وهو الفعل الماضي «عاتب» والبناء هو اختيار المصنف هاهنا.
ينظر : ديوانه ص ٣٢ ، والأضداد ص ١٥١ ، وجمهرة اللغة ص ١٣١٥ ، وخزانة الأدب ٢ / ٤٥٦ ، ٣ / ٤٠٧ ، ٦ / ٥٥٠ ، ٥٥٣ ، والدرر ٣ / ١٤٤ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٠٦ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٥٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٤٢ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨١٦ ، ٨٨٣ ، والكتاب ٢ / ٣٣٠ ، ولسان العرب (وزع) ، (خشف) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٠٦ ، ٤ / ٣٥٧ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١١١ ، والإنصاف ١ / ٢٩٢ ، وأوضح المسالك ٣ / ١٣٣ ، ورصف المباني ص ٣٤٩ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣١٥ ، ٣ / ٥٧٨ ، وشرح شذور الذهب ص ١٠٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٨٧ ، شرح المفصل ٣ / ١٦ ، ٤ / ٥٩١ ، ٨ / ١٣٧ ، ومغني اللبيب ص ٥٧١ ، والمنصف ١ / ٥٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٨.
(٥) م : وقولى : «نحو : أى فى الموصولات» إلى آخره ، مثال ذلك : قولك : يعجبنى أيهم هو قائم ، وإن شئت قلت : يعجبنى أيّهم قائم. أه.