وإن نصبت المعدود المختلط بعد العدد ، فإنّك فى العاقل تبنى العدد على المذكّر ، تقدّم أو تأخّر ؛ فتقول : «عندى أحد عشر عبدا وجارية» ، و «ثلاثة عشر جاريّة وعبدا».
وفى غير العاقل تبنى على المتقدّم ، فتقول : «عندى ستّة عشر جملا وناقة» ، و «خمس عشرة ناقة وجملا» و «سرت ثلاثة عشر يوما وليلة» ، و «ثلاث عشرة ليلة ويوما».
إلا أنّ الحكم للأول ؛ إذ يصح الاستغناء عن الثانى ؛ لأنّه ليست تحتها عدد يحتوى على جمعين.
وإن أتيت بالمعدود بعد «بين» ، غلّبت فى العاقل المذكّر ، تقدّم أو تأخّر ، وفى / غيره المؤنّث تقدّم أو تأخر ؛ فتقول : «عندى أحد عشر بين رجل وامرأة» ، و «بين امرأة ورجل» ، و «سرت ثلاث عشرة بين يوم وليلة ، وبين ليلة ويوم».
ومن ذلك قوله [من الطويل] :
٢٤٢ ـ فطافت ثلاثا بين يوم وليلة |
|
وكان النّكير أن تضيف وتجأرا (١) |
وإذا لم تذكر المعدود فى التأريخ ، فإنّ العرب تبنى العدد على الليالى دون الأيام ، وتنجرّ مع ذلك الأيام ، فتقول : «كتبت لثلاث خلون أو بقين من شهر كذا» ؛ ومن ذلك قوله [من الخفيف] :
٢٤٣ ـ خطّ هذا الكتاب فى يوم سبت |
|
لثلاث خلون من رمضان |
والأحسن : أن يؤرّخ بالأقل ممّا مضى ، أو ممّا بقى (٢) ، فإذا استوى الماضى ، والباقى ، أرّخت بأيّهما شئت ، وتعريف المضاف من الأعداد بإدخال الألف واللام على
__________________
(١) البيت للنابغة الجعدي.
والشاهد فيه قوله : «ثلاثا بين يوم وليلة» فغلب المؤنث على المذكر ؛ لأن التمييز واقع على غير العاقل ، وجاءت «بين» فاصلة بينه وبين العدد.
ينظر : ديوانه ص ٤١ ، وأدب الكاتب ص ٢٧٥ ، وإصلاح المنطق ص ٢٩٨ ، وخزانة الأدب ٧ / ٤٠٧ ، ٤٠٨ ، ٤١١ ، ٤١٣ ، والكتاب ٣ / ٥٦٣ ، ولسان العرب (خمس) (ضيف) ، وبلا نسبة في مغني اللبيب ٢ / ٦٦٠.
(٢) م : وقولى : «والأحسن أن يؤرخ بالأقل مما مضى أو مما بقى» أعنى : أنه أحسن أن تقول : لعشر خلون ، من أن تقول : لعشرين بقين ، وحسن أن تقول لخمس عشرة خلت ، أو لخمس عشرة بقيت. أه.