للحرمازى الشاعر [من الرجز] :
٢٧٦ ـ
بل مائة ومائة ومائه
وإذا خالفت بين نعوت المفردات لفظا ؛ نحو قولك : مررت برجال رجل كريم ، ورجل عالم ، ورجل شجاع.
أو نيّة ؛ نحو قول إسماعيل بن أبى الجهم لهشام بن عبد الملك (١) حين قال له : «وما يجبر كسرك ، وينفى فقرك؟» ، فقال : ألف وألف وألف ، ثم ذكر لكلّ ألف وجها يصرفه فيه لما استفسره ، ولا يجوز فيما عدا ذلك إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الطويل] :
٢٧٧ ـ أقمنا بها يوما ويوما (٢) وثالثا |
|
ويوم له يوم التّرحّل خامس (٣) |
وإن كانت أعلاما باقية على علميتها ، فالعطف ؛ نحو قولك : زيد بن فلان ، وزيد بن فلان ، وزيد بن فلان.
__________________
(١) هشام بن عبد الملك بن مروان : من ملوك الدولة الأموية في الشام. ولد في دمشق ، وبويع فيها بعد وفاة أخيه يزيد (سنة ١٠٥ ه) ، خرج عليه زيد بن علي بن الحسين سنة ١٢٠ ه بأربعة عشر ألفا من أهل الكوفة ، فوجه إليه من قتله وفلّ جمعه. نشبت في أيامه حرب هائلة مع خاقان الترك في ما وراء النهر ، كان حسن السياسة ، يقظا في أمره ، يباشر الأعمال بنفسه.
ولد سنة ٧١ ه وتوفي سنة ١٢٥ ه.
انظر : ابن الأثير ٥ / ٩٦ ، الطبري ٨ / ٢٨ ، اليعقوبي ٣ / ٥٧. ابن خلدون ٣ / ٨٠ ، الأعلام ٨ / ٨٦.
(٢) م : وقولى : «نحو قوله [من الطويل] :
أقمنا بها يوما ويوما ... |
|
.......... البيت» |
مما جاء من ذلك فى شعر العرب ضرورة ؛ نحو قوله : [من الرجز]
كأنّ حيث يلتقى منها المحل |
|
من جانبيه وعلان ووعل |
[ينظر البيت لابن ميادة فى ديوانه ص ٢١٨ ، ولابن ميادة فى اللسان (رفل) ، ونسب فى اللسان أيضا (محل) لجندل الطهوى وتاج العروس (محل) ، وكتاب الجيم ٢ / ٣١٠]. أه.
(٣) البيت : لأبي نواس.
والشاهد فيه : تعاطف ما حقه الجمع ، فكان حقه أن يقول : ثمانية أيام.
ينظر : ديوانه ٢ / ٧ ، خزانة الأدب ٧ / ٤٦٢ ، الدرر ٦ / ٧٧ ، مغني اللبيب ٢ / ٣٥٦.