إلا أن يكون الحرف الملحق قد أدغم فيه ما قبله ، فإنه لا بدّ إذ ذاك من الحذف ؛ فتقول فى تصغير : عطوّد : عطيّد ، فتحذف إحدى الواوين ، وإن شئت عوّضت فقلت : عطيّيد.
وقالوا : قديديمة ، فى تصغير قدّام ، للعلة التى تقدمت فى : وراء.
وإن لم يكن كذلك ، فلا بدّ من الحذف حتى تصير على أربعة أحرف ، أو على خمسة ، رابعه حرف علّة زائد ، وحينئذ تصغره.
فإن لم يكن فيه إلا زيادة واحدة ، حذفتها حيثما كانت ؛ فتقول فى تصغير : مدحرج ، ومجحفل : دحيرج ، وجحيفل ، وإن شئت قلت : دحيريج ، وجحيفيل.
وإن كان فيها أكثر من زيادة واحدة ، واحتجت إلى حذف بعض وإبقاء بعض ، فإنّك تحذف ما يؤدى إلى قلّة الحذف أو عدم تواليه ، وترك ما ليس كذلك ؛ فتقول فى تصغير : عيطموس ، عطيميس ، فتحذف الياء ؛ لأنّك لو حذفت الواو ، لاحتجت إلى حذف الياء ، فلمّا حذفت الياء / ، لم تحتج إلى حذف ؛ لبقاء الاسم على خمسة أحرف ورابعه حرف علّة زائدة ، وكذلك أيضا تقول فى تصغير : إبراهيم ، وإسماعيل : بريهيم ، وسميعيل ؛ لأنّ الهمزة والميم واللام حكمت لها العرب بحكم الحروف المزيدة. بدليل أنّهم لمّا صغروها تصغير الترخيم ، قالوا : بريه ، وسميع ، فحذفوها.
فإذا لم ترخّم ، وجب أن تحذف الهمزة وتترك الميم واللام ؛ لأنّ حذفهما يؤدى إلى حذف الياء فيتوالى الحذف.
وبمقتضى هذا القياس ورد السّماع ؛ حكى ذلك أبو زيد وغيره.
فإن تساوت فى ذلك ، فإمّا أن تكون ملحقة أو غير ملحقة ، أو بعضها ملحق ، وبعضها غير ملحق.
فإن كانت غير ملحقة ، وكانت لغير معنى ، فإنّك تبقى الذى هو لفظ الأصل ، وتحذف ما ليس كذلك ؛ فتقول فى تصغير : حمارة : حميرة ، تترك الراء ؛ لأنّها من لفظ الأصل ، وتحذف الألف.
فإن كانت من لفظ الأصل ، حذفت التى لا يؤدى حذفها إلى ثقل ، ولا إلى بناء