فى ثباتهما فى تصغير : خنيفساء وأمثاله ؛ كما تثبت التاء خامسة معهما ـ أيضا ـ من نفس الكلمة ؛ فصارتا من هذا الوجه بمنزلة كاف «مبارك».
والواو بمنزلة الألف ؛ فكما تحذف الألف ، فكذلك تحذف الواو ، وتقول فى تصغير معلوجاء ، معيليجاء ؛ فلا تحذفها ؛ لأنّها رابعة ؛ فلم تشبه ألف «مبارك».
وإن كان فى آخره ألف ونون زائدتان ، فإن كان «فعلان» الذى مؤنثه «فعلى» ؛ فإنك تصغر الصدر ولا تعتدّ بهما ؛ فتقول فى تصغير : سكران ، سكيران.
وإن كان غيره من الأسماء ، فإن كسّر على : فعالين ، فى فصيح الكلام ، ولم يبدل من النون ياء ، وكان الاسم المجموع عليهما ممّا يصغّر ، اعتددت بهما فى التصغير ؛ فتقول فى تصغير : سرحان ، سريحين ، كسريبيل ؛ لأنّهم قالوا فى جمعه : سراحين.
وإن أبدل من النون ياء ، أو لم يكسّر الاسم على «فعالين» أصلا ، أو كسّر عليها فى ضرورة شعر أو كان الاسم المكسّر عليها ممّا لا يصغّر حتى ينقل عن مسمّاه ، لم يعتدّ بهما (١) فى التصغير ، إلّا حيث اعتدّ بألفى التأنيث ؛ فتقول فى نصغير عثمان :
عثيمان ؛ لأنّهم لم يقولوا : عثامين.
وفى تصغير : ظربان : ظريبان ، لأنّهم قالوا : ظرابىّ ، فأبدلوا من النون ياء ، وفى تصغير كروان : كريّان ، فى القول المختار ؛ لأنهم لم يقولوا : كراوين ، إلا فى الضرورة ؛ نحو قوله [من الرجز] :
٢٩٨ ـ
حتف الحباريات والكراوين (٢)
فلم يلتفت إليها.
وفى تصغير : مصران ، اسم رجل : مصيران ، ولا يلتفت إلى مصارين ؛ لأنّه لم يجمع على ذلك ، إلا قبل التّسمية ، وهو فى ذلك الوقت لا يجوز تصغيره ؛ لأنّه جمع كثرة.
__________________
(١) في أ: به.
(٢) الرجز لدلم العبشمي وقبله :
داهية صلّ صفا درخمين.
والشاهد فيه قوله الكراوين في جمع الكروان.
ينظر : اللسان (كرا) ، وهو بلا نسبة في اللسان (درخمن) ، والمنصف ٣ / ٧٢.