وقد شذّت العرب ـ أيضا ـ فجمعت بعض الجمع ، فالذى جاء من ذلك مجموعا جمع تكسير : أياد ، وأواطب ، وأسام ، وأساورة ، وأثائيب ، وأناعيم ، وأقاويل ، ومصارين ، وحشاشين جمع حشان ، وحشان جمع حشّ ، وحمائل ، وأناض جمع أنضاء.
والذى جاء من ذلك مجموعا جمع سلامة : أعطيات ، وأسقيات وبيوتات ، ومواليات بنى هاشم ، وصواحبات يوسف ، وحمرات ، وطرقات ، وجزرات ، ودوارات ، وعوذات ، فأمّا آصال ، فجمع أصل المفرد ، قال [من الكامل] :
٣٠٣ ـ وخمار غانية شددت برأسها |
|
أصلا وكان منشّرا بشمالها |
وأمّا أصايل ، فجمع أصيلة التى بمعنى أصيل ، حكاها يعقوب (١) فهذا جميع ما ورد من جمع الجمع فى الكلام.
وما عدا ذلك الجمع إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الرحز] :
٣٠٤ ـ ترمى الفجاج والفيافىّ القصا |
|
بأعينات لم يخالطها قذى (٢) |
ونحو قول الآخر [من الرجز] :
٣٠٥ ـ
قد جرت الطّير أيامنينا (٣)
__________________
بلا نسبة في اللسان (جبأ) ، (رجل) ، وخزانة الأدب ٦ / ٢٥٤ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٢٠٢ ، والمنصف ٢ / ١٠١ ، والمخصص ٢ / ٥٥ ، ١٤ / ١٢٢.
(١) يعقوب بن إسحاق ، أبو يوسف ، ابن السّكّيت : إمام في اللغة والأدب أصله من خورستان (بين البصرة وفارس) تعلم ببغداد ، واتصل بالمتوكل العباسي فعهد إليه بتأديب أولاده ، وجعله في عداد ندمائه ، ثم قتله لسبب مجهول. من مصنفاته : إصلاح المنطق قال المبرد : ما رأيت للبغداديين كتابا أحسن منه و «الألفاظ» و «الأضداد» ، و «القلب» و «الإبدال» ، وشرح ديوان عروة بن الورد ، وشرح ديوان قيس بن الخطيم و «الأجناس» وسرقات الشعراء وغير ذلك. ولد سنة ١٨٦ ه وتوفي سنة ٢٤٤ ه. ينظر : الأعلام ٨ / ١٩٥ ، هدية العارفين ٢ / ٥٣٦ ، ابن خلكان ٢ / ٣٠٩.
(٢) البيت بلا نسبة في : شرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٢٠٩ ، واللسان (عين).
والشاهد فيه قوله : الأعينات في جمع الأعين ، وهو جمع العين ، وقد اضطر الشاعر ، فجمع الجمع مرّة ثانية.
(٣) البيت لأعرابي.
والشاهد فيه : قوله : «أيا منينا» ، قال ابن سيده : «عندى أنه جمع يمينا على أيمان ثم جمع أيمانا على أيامين ، ثم أراد وراء ذلك جمعا آخر فلم يجد جمعا من جموع التكسير أكثر من هذا ، لأن باب أفاعل وفواعل وفعائل ونحوها نهاية الجمع ، فرجع إلى الجمع بالواو والنون».