ولا يجوز وضع الجمع موضع الاثنين ، إذا لم يكونا من شيئين ، إلا فى نادر كلام يحفظ ولا يقاس عليه ؛ نحو قولهم : عظيم المناكب ، وقول بعضهم : ضع رحالهما ، يعنى : رحلى النّاقتين ، واضرب غلمانهما ، أى ؛ غلاميهما.
وقد يوضع الجمع ـ أيضا ـ موضع المفرد فى الضرورة ؛ نحو قوله [من الطويل] :
٣٠٨ ـ يطير الغلام الخفّ عن صهواته |
|
ويلوى بأثواب العنيف المثقّل (١) |
أى : عن صهوته ، أو فى نادر كلام ، قالوا : «شابت مفارقه».
* * *
__________________
والشاهد فيه قوله : بطن الواديين حيث أفرد البطن ، وكان القياس أن يقال : بطني الواديين ، ووجه ذلك أنّه لمّا أمن اللبس ، وكره الجمع بين تثنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة ، صرف لفظة التثنية الأولى إلى اللفظ المفرد لأنه أخف من الجمع ، وذلك قليل.
ينظر : البيت للشمّاخ في ملحق ديوانه ص ٤٣٨ ، ٤٤٠ ، والمقاصد النحويّة ٤ / ٨٦ ، وللمجنون في ديوانه ص ١١٣ ، ولتوبة بن الحمير في الأغاني ١١ / ١٩٨ ، والدرر ١ / ١٥٤ ، والشعر والشعراء ١ / ٤٥٣ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٤٠٣ ، وهمع الهوامع ١ / ٥١.
(١) البيت لامرئ القيس والشاهد فيه قوله : «صهواته» يريد : «صهوته» فأقام الجمع مقام المفرد وهو ضرورة ، ويروى الجف بدلا من الخف.
ينظر : ديوانه ٢٠ ، وجمهرة اللغة / ١٠٦ ، وتاج العروس (بعع) ، (خفف) ، (عنف) ، وكتاب العين ٤ / ١٤٤ ، واللسان (خفف) وهو بلا نسبة في مقاييس اللغة ٢ / ١٥٥.