فأبدلت من الهمزة بقياس من غير لزوم إذا كانت ساكنة وقبلها فتحة ؛ نحو :
راس ، إلا أن يكون الحرف المفتوح الذى تليه الهمزة الساكنة همزة ؛ فإنّه يلتزم فيها القلب ؛ نحو : آدم ، وآمن.
وأبدلت منها على غير قياس ، إذا كانت مفتوحة مفتوحا ما قبلها ؛ نحو قوله [من الكامل] :
٣٤٣ ـ راحت بمسلمة البغال عشاية |
|
فارعى ، فزارة ، لا هناك المرتع (١) |
يريد : لا هنأك.
أو مفتوحة وما قبلها ساكن ، يمكن نقل الحركة إليه ؛ نحو : المراة ، والكماة ، فى المرأة ، والكمأة.
وأبدلت من النون الخفيفة فى ثلاثة مواضع :
أحدها : الوقف على منصوب المنوّن ؛ نحو قولك : رأيت زيدا ، ورأيت فتى
والثانى : الوقف على النون الخفيفة اللاحقة للأفعال المستقبلة ، إذا كان قبلها فتحة ؛ نحو : هل تضربا.
والثالث : الوقف على نون «إذن» ، تقول : أزورك إذا ، وقد تقدّم ذكر ذلك فى
__________________
(١) البيت للفرزدق. ونسب لعبد الرحمن بن حسان. قاله حين عزل مسلمة عن العراق ووليها عمر بن هبيرة.
قوله : راحت. أي رجعت والرواح والغد يستعملان عند العرب في المسير فى أى وقت من ليل أو نهار.
مسلمة : هو مسلمة بن عبد الملك.
عشاية واحدة العشى ، والعشى قيل ما بين الزوال إلى الغروب ، وقيل هو آخر النهار ، وقيل من الزوال إلى الصباح. فارعى أمر من الرعى.
فزارة أبو قبيلة من غطفان وأراد بالبغال بغال البريد التي قدمت مسلمة عند عزله.
والشاهد فيه قوله : لا هناك ، يريد : لا هنأك ، فأبدل الهمزة ألفا للضرورة الشعريّة ، وكان حقها أن تجعل بين بين لأنّها متحرّكة.
ينظر : البيت للفرزدق في ديوانه ١ / ٤٠٨ ، وشرح أبيات سيبويه / ٢٩٤ ، وشرح شواهد الشافية ص ٣٣٥ ، وشرح المفصل ٩ / ١١١ ، والكتاب ١ / ١٨٤ ، والمقتضب ١ / ١٦٧ ، ولعبد الرحمن بن حسان في ديوانه ص ٣١ ، وبلا نسبة في الخصائص ٣ / ١٥٢ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٦٦٦ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٤٧ ، ولسان العرب (هنا) ، والمحتسب ٢ / ١٣٢ ، والممتع في التصريف ص ٤٠٥.