ومن : تقع على [من يعقل] (١) ، [وقد تقع] (٢) على ما لا يعقل إذا عومل معاملته أو اختلط به فيما وقعت عليه ؛ من نحو قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ) [النور : ٤٥] أو فيم فصل بها نحو قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) [النور : ٤٥] ؛ فوقعت «من» على الماشى على الأربع ؛ لاختلاطه بالعاقل فى المفصل بمن ، وهو قوله تعالى : (كُلَّ دَابَّةٍ) [النور : ٤٥].
__________________
المفصل ٤ / ٥٧ والمقاصد النحوية ١ / ٤٧٣ ، ٤ / ٢٢٩ ، ولأبى الغريب النصرى فى لسان العرب (لكع) ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٤٥ ، والدرر ٣ / ٣٩ ، وشرح شذور الذهب ص ١٢٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٧٦ ، والمقتضب ٤ / ٢٣٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٢].
ويروي صدر البيت هكذا :
أجوّل ما أجوّل ثم آوى |
|
.........] |
واستعملت سبحان غير مضافة مثلها فى قول الآخر [من السريع] :
أقول لمّا جاءنى فخره |
|
سبحان من علقمة الفاخر |
[جاء فى نص المقرب برقم ٩٢]
ووقوع «من» على العاقل هو الأكثر ، ومنه قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ ...) [يونس : ٤٣] ومن وقوعها على ما لا يعقل لمعاملته معاملة من يعقل قول امرئ القيس [من الطويل] :
ألا عم صباحا أيّها الطّلل البالى |
|
وهل يعمن من كان فى العصر الخالى |
[ينظر ديوانه ص ٢٧ ، وجمهرة اللغة ص ١٣١٩ ، وخزانة الأدب ١ / ٦٠ ، ٣٢٨ ، ٣٣٢ ، ٢ / ٣٧١ ، ١٠ / ٤٤ ، والدرر ٥ / ١٩٢ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٣٤٠ ، والكتاب ٣ / ٣٩ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ١٤٨ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٠٥ ، وشرح الأشمونى ١ / ٦٩ ، ٢ / ٢٩٢ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٨٥ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٦٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ٨٣]
فأوقع «من» على الطلل لما أجراه مجرى العاقل فى أن ناداه وحياه ، ومن ذلك أيضا قول أبى زبيد الطائى [من الطويل] :
فوافى به من كان يرجو إيابه |
|
وصادف منه بعض ما كان يحذر |
[ينظر البيت فى تذكرة النحاة ص ٦٨٣ ، وفيه «ببابه» بدل «إيابه»].
يريد به السّبع ، ومن كان يرجو يريد به اللبؤة وأوقع من عليها لما وصفها بالرجاء ، وهو من صفة العاقل. أه.
(١) سقط في أ.
(٢) سقط في ط.