«القوة» وهو صفة ل «الرزاق» ، وهذا وإن كان واردا إلا أن التخريج عليه ضعيف لضعف الجوار من حيث الجملة.
وأيضا فإن الخفض (١) على الجوار إنّما ورد في النعت لا في العطف ، وقد ورد في التوكيد قليلا في ضرورة الشّعر.
قال (٢) : [البسيط]
١٩٣٨ ـ يا صاح بلّغ ذوي الزّوجات (٣) كلّهم |
|
أن ليس وصل إذا انحلّت عرى الذّنب (٤) |
بجر «كلهم» وهو توكيد ل «ذوي» المنصوب ، وإذا لم يردا إلّا في النّعت ، وما شذّ من غيره ، فلا ينبغي أن يخرّج عليه كتاب الله [تعالى ، وهذه المسألة قد أوضحتها وذكرت شواهدها في «شرح التسهيل»](٥) ، وممن نص على ضعف تخريج الآية على الجوار مكي ابن أبي طالب وغيره.
قال مكي (٦) ، وقال الأخفش (٧) ، وأبو عبيدة (٨) : الخفض فيه على الجوار ، والمعنى للغسل ، وهو بعيد لا يحمل القرآن عليه.
وقال أبو البقاء (٩) : وهو الإعراب الذي يقال : هو على الجوار ، وليس بممتنع أن يقع في القرآن لكثرته ، فقد جاء في القرآن والشعر.
فمن القرآن قوله تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ) [الواقعة : ٢٢] على قراءة من جرّ (١٠) وهو معطوف على قوله : (بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ) [الواقعة : ١٨] وهو مختلف المعنى ؛ إذ ليس المعنى يطوف عليهم ولدان مخلّدون بحور عين.
وقال النّابغة : [البسيط]
١٩٣٩ ـ لم يبق إلّا أسير غير منفلت |
|
أو موثق في حبال القوم (١١) مجنوب (١٢)(١٣) |
والقوافي مجرورة ، والجوار مشهور عندهم في الإعراب [ثم ذكر أشياء كثيرة زعم أنها مقوية لمدّعاه منها قلب الإعراب](١٤) في الصفات كقوله تعالى : (عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ)
__________________
(١) في ب : الأخفش.
(٢) في ب : نحو قوله.
(٣) في ب : الراحات.
(٤) البيت لابن الغريب : ينظر : الهمع ٢ / ٥٥ ، الدرر ٢ / ٧٠ ، شرح الشذور ٣٣١ ، الدر المصون ٢ / ٤٩٤.
(٥) سقط في أ.
(٦) ينظر : المشكل ١ / ٢٢١.
(٧) ينظر : معاني القرآن ١ / ٢٥٥.
(٨) ينظر : مجاز القرآن ١ / ١٥٥.
(٩) ينظر : الإملاء ١ / ٢٠٩.
(١٠) وهي قراءة حمزة والكسائي. ينظر : السبعة ٦٢٢.
(١١) في ب : القد.
(١٢) في ب : محبوب.
(١٣) ينظر : ديوانه (٩٢) ، الدر المصون ٢ / ٤٩٥. وموثق : مقيد ، حبال القوم : الشراك المنصوبة.
(١٤) سقط في أ.