صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بنو مدلج [ورئيسهم](١) وهو «عيهلة بن كعب» لقبه «ذو الخمار» وهو الأسود العنسي وكان كاهنا ـ ادّعى النّبوّة باليمن ، واستولى [على بلادها](٢) وأخرج عمّال رسول الله ـ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ـ مثل معاذ بن جبل وسادات اليمن ، فأهلكه الله على يد «فيروز الدّيلمي» ، فقتله وأخبر رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ [بقتله ليلة قتل فسرّ المسلمون ، وقبض رسول الله ـ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ـ](٣) من الغد ، وأتى خبره في آخر ربيع الأوّل ، وبنو حنيفة : قوم «مسيلمة الكذّاب» ادّعى النّبوّة ، وكتب إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ـ : «من مسيلمة رسول الله إلى محمّد رسول الله ، أما بعد : فإن الأرض نصفها لك ونصفها لي» ، فأجاب ـ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ـ من محمّد رسول الله إلى مسيلمة الكذّاب أما بعد : (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الأعراف : ١٢٨] فحاربه أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ بجنود المسلمين رضي الله عنهم ـ وقتل على يد وحشيّ قاتل حمزة وقال : قتلت خير النّاس في الجاهليّة ، وشرّ النّاس في الإسلام (٤) أراد في جاهليّته وفي إسلامه.
وبنو أسد : قوم طليحة بن خويلد ادّعى النّبوة ، فبعث رسول الله ـ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ـ خالدا فانهزم بعد القتال إلى الشّام ، ثمّ أسلم ، وحسن إسلامه في عهد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ ، وفزارة : قوم عيينة بن حصن ، وغطفان : قوم قرّة بن سلمة القشيري ، وبنو سليم : قوم فجاءة بن عبد ياليل ، وبنو يربوع : قوم مالك بن نويرة ، وبعض بني تميم : قوم سجاح بنت المنذر التي ادّعت النّبوّة ، وزوجت نفسها من مسيلمة الكذّاب ، وكندة : قوم الأشعث بن قيس ، وبنو بكر بن وائل ب «البحرين» ، وقوم الحطم ابن زيد ، وكفي أمرهم على يد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وفرقة واحدة على عهد عمر ـ رضي الله عنه ـ غسان قوم جبلة بن الأيهم ، وذلك أنّ جبلة أسلم على يد عمر رضي الله عنه كان يطوف ذات يوم جارّا رداءه ، فوطىء رجل طرف ردائه فغضب فلطمه ، فتظلّم إلى عمر ـ رضي الله عنه ـ ، فقضى بالقصاص عليه ، فقال : أنا أشتريها بألف ، فأبي الرّجل ، فلم يزل يزيد في الفداء حتى بلغ عشرة آلاف فأبى الرجل إلا القصاص ، فاستنظره [عمر](٥) فأنظره فهرب إلى الرّوم وارتد.
ومعنى الآية : يا أيّها الذين آمنوا من يتول منكم الكفّار ، فيرتدّ عن دينه ، فليعلم : أنّ الله تعالى يأتي بقوم آخرين يتدينوا بهذا الدّين على أبلغ الوجوه.
وقال الحسن : علم الله أنّ قوما يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيّهم ، فأخبرهم
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) سقط في أ.
(٣) سقط في ب.
(٤) تقدم.
(٥) سقط في أ.