وابن مسعود ، وإليه مال أبو عبيدة (١) والزجاج (٢) ، وروي عن الشافعي : أنه الفحل يضرب في مال صاحبه عشر سنين ، وقال ابن زيد : هو الفحل ينتج له سبع إناث متواليات ، فيحمي ظهره ، فيفعل به ما تقدم ، فهذا منشأ خلاف أهل اللغة في هذه الأشياء ؛ أنه باعتبار اختلاف مذاهب العرب وآرائهم الفاسدة فيها ، وقد أنشد أهل اللغة في كل واحد من هذه الألفاظ معنى يخصه ؛ فأنشدوا في البحيرة قوله : [الطويل]
٢٠٥٧ ـ محرمة لا يطعم الناس لحمها |
|
ولا نحن في شيء كذلك البحائر (٣) |
وأنشدوا في السائبة قوله : [الطويل]
٢٠٥٨ ـ وسائبة لله ما لي تشكرا |
|
إن الله عافى عامرا أو مجاشعا (٤) |
وأنشدوا في الوصيلة لتأبط شرا : [الطويل]
٢٠٥٩ ـ أجدك أما كنت في الناس ناعقا |
|
تراعي بأعلى ذي المجاز الوصايلا (٥) |
وأنشدوا في الحامي قوله : [الطويل]
٢٠٦٠ ـ حماها أبو قابوس في عز ملكه |
|
كما قد حمى أولاد أولاده الفحل (٦) |
فصل
قال سعيد بن المسيب : البحيرة التي يمنح درها للطواغيت (٧) ، فلا يحلبها أحد من الناس ، والسائبة كانوا يسيبونها لآلهتهم لا يحمل عليها شيء (٨).
قال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار ؛ وكان أول من سيب السوائب (٩).
وروى أبو هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأكثم بن الجون الخزاعي «يا أكثم ، رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار ، فما رأيت من رجل أشبه من رجل منك به ، ولا به منك ؛ وذلك لأنه أول من غير دين إسماعيل ، ونصب الأوثان ، وبحر البحائر ، وسيب السائبة ، وو صل الوصيلة ، وحمى الحامي ، ولقد رأيته في النار
__________________
(١) ينظر : مجاز القرآن ١ / ١٧٨.
(٢) ينظر : معاني القرآن ٢ / ٢٣٥.
(٣) ينظر : القرطبي ٦ / ٢١٧ ، الدر المصون ٢ / ٦٢٢.
(٤) ينظر : القرطبي ٦ / ٢١٧ ، الدر المصون ٢ / ٦٢٢.
(٥) ينظر : الدر المصون ٢ / ٦٢٢.
(٦) ينظر : القرطبي ٦ / ٢١٧ ، الدر المصون ٢ / ٦٢٢.
(٧) في ب : للطواعية.
(٨) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٩٠) عن سعيد بن المسيب.
(٩) أخرجه البخاري (٨ / ١٠٧) كتاب التفسير : باب سورة المائدة حديث (٤٦٢٣) من حديث أبي هريرة.