غطشاء ، وفلاة غطشى لا يهتدى لها ؛ قال الأعشى : [المتقارب]
٥١٠١ ـ وبهماء بالليل غطشى الفلا |
|
ة يؤنسني صوت قيّادها (١) |
ومعنى قوله : (وَأَغْطَشَ لَيْلَها) أي : جعله مظلما ، وأضاف اللّيل إلى السّماء ؛ لأنّ الليل يكون بغروب الشمس ، والشمس تضاف إلى السماء ، ويقال : نجوم اللّيل ؛ لأنّ ظهورها بالليل.
قوله : (وَأَخْرَجَ ضُحاها) ، فيه حذف ، أي : ضحى شمسها ، وأضاف الليل والضحى لها للملابسة التي بينها وبينهما ، وإنّما عبّر عن النّهار بالضحى ؛ لأنّ الضّحى أكمل النّهار بالنّور والضّوء.
قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) أي : بسطها ، و «بعد» على بابها من التأخير ، ولا معارضة بينها وبين آية فصلت ؛ لأنّه ـ تعالى ـ خلق الأرض غير مدحوة ، ثم خلق السماء ، ثم دحا الأرض.
وقول أبي عبيدة : إنّها بمعنى : «قبل» منكر عند العلماء.
والعرب تقول : دحوت الشيء أدحوه دحوا : إذا بسطه ، ودحى يدحي دحيا : إذا بسطه ، فهو من ذوات الواو والياء ، فيكتب بالألف ، والياء.
وقيل لعشّ النّعامة : أدحو ، وأدحى لانبساطه في الأرض.
وقال أمية بن أبي الصلت : [الوافر]
٥١٠٢ ـ وبثّ الخلق فيها إذ دحاها |
|
فهم قطّانها حتّى التّنادي (٢) |
وقيل : دحى بمعنى سوّى.
قال زيد بن عمرو بن نفيل : [المتقارب]
٥١٠٣ ـ وأسلمت وجهي لمن أسلمت |
|
له الأرض تحمل صخرا ثقالا |
دحاها فلمّا استوت شدّها |
|
بأيد وأرسى عليها الجبالا (٣) |
والعامة : على نصب الأرض ، والجبال على إضمار فعل مفسّر بما بعده ، وهو المختار لتقدّم جملة فعلية.
ورفعهما (٤) الحسن ، وابن أبي عبلة ، وأبو حيوة وأبو السمال وعمرو بن عبيد : برفعهما على الابتداء ، وعيسى برفع «الأرض» فقط.
__________________
(١) ينظر ديوانه ص ٢٦٠ ، والقرطبي ١٩ / ١٣٣ ، واللسان (غطش).
(٢) ينظر القرطبي ١٩ / ١٣٣ ، والبحر ٨ / ٤١٠ ، والدر المصون ٦ / ٤٧٥ ، وفتح القدير ٥ / ٣٧٩.
(٣) ينظر القرطبي ١٩ / ١٣٣ ، والبحر ٨ / ٤١١ ، والدر المصون ٦ / ٤٧٥ ، وفتح القدير ٥ / ٣٧٩.
(٤) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٤٣٤ ، والبحر المحيط ٨ / ٤١٥ ، والدر المصون ٦ / ٤٧٥.