وقيل : باجروان أرمينية. وهي أبعد أرض الله من السماء. (اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما) من : ضيّفه إذا أنزله وجعله ضيفه. وأصل التركيب للميل ، يقال : ضاف السهم عن الغرض إذا مال.
عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كانوا أهل قرية لئاما».
وقيل : شرّ القرى الّتي لا يضاف الضيف فيها ، ولا يعرف لابن السبيل حقّه. وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «لم يضيّفوهما ، ولا يضيّفون بعدهما أحدا إلى أن تقوم الساعة».
(فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ) تدانى أن يسقط ، فاستعيرت الإرادة للمداناة والمشارفة ، كما استعير الهمّ والعزم وأمثال ذلك أيضا لذلك ، كما يقال : عزم السراج أن يطفأ ، وطلب أن يطفأ. وإذا كان القول والإباء ، والعزم والعزّة ، والنطق والشكاية ، والصدق والكذب ، والسكوت والتمرّد والطواعية ، وغير ذلك مستعارة للجماد ولسائر ما لا يعقل ، فما بال الإرادة؟ و «انقضّ» انفعل ، مطاوع : قضضته إذا كسرته. ومنه انقضاض الطير والكوكب لهويّه. أو افعلّ من النقض.
(فَأَقامَهُ) بعمارته أو بعمود عمده به. وقيل : مسحه بيده فقام. وقيل : نقضه وبناه. وقيل : كان طول الجدار في السماء مائة ذراع.
ولمّا بخلوا عليهما بالطعام ، وأقام الخضر جدارهم المشرف على الانهدام ، عجب موسى من ذلك (قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) أي : طلبت على عملك جعلا ، تحريضا على أخذ الجعل ، لينتعشا به ، وليسدا جوعتهما. أو تعريضا بأنّه فضول ، لما في «لو» من النفي ، كأنّه لمّا رأى الحرمان ومساس الحاجة ، واشتغاله بما لا يعنيه ، لم يتمالك نفسه.
و «اتّخذ» افتعل من : تخذ ، كاتّبع من : تبع. وليس من الأخذ عند البصريّين. وقرأ ابن كثير والبصريّان : لتخذت ، أي : لأخذت. وأظهر ابن كثير ويعقوب وحفص الذال ، وأدغمه الباقون.
(قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ) الإشارة إلى الفراق الموعود بقوله : فلا تصاحبني.