(١٩)
سورة مريم
مكّيّة بالإجماع. وهي ثمان وتسعون آية. وفي حديث أبيّ بن كعب عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من قرأ سورة مريم أعطي من الأجر بعدد من صدّق بزكريّا وكذّب به ، وبيحيى ومريم وعيسى وموسى وهارون وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل عشر حسنات ، وبعدد من دعا الله في الدنيا ، وبعدد من لم يدع الله».
وقال الصادق عليهالسلام : «من أدمن قراءة سورة مريم لم يمت في الدنيا حتّى يصيب ما يغنيه في ماله وولده ، وكان في الآخرة من أصحاب عيسى بن مريم ، وأعطي من الأجر في الآخرة ملك سليمان بن داود في الدنيا».
واعلم أنّه سبحانه لمّا ختم سورة الكهف بذكر التوحيد والدعاء إليه ، افتتح هذه السورة بذكر الأنبياء الّذين كانوا على تلك الطريقة ، بعثا على الاقتداء بهم ، وحثّا على الاهتداء بهديهم ، فقال :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(كهيعص (١) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢) إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا (٣) قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (٤) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (٦))