وقيل : معناه : ولا يطلب منه أجرا. ويؤيّده ما روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «ما عبدتك طمعا لثوابك ، وخوفا من نارك ، بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك».
وقيل : هذه الآية آخر آية نزلت من القرآن.
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من قرأها ـ أي : هذه الآية ـ عند مضجعه كان له نورا في مضجعه يتلألأ إلى مكّة ، حشو ذلك النور ملائكة يصلّون عليه حتّى يقوم. فإن كان مضجعه بمكّة كان له نورا يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور ، حشو ذلك ملائكة يصلّون عليه حتّى يستيقظ».
ومثله ما روى الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمهالله بإسناده عن عيسى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليهالسلام قال : «ما من عبد يقرأ «قل إنّما أنا بشر مثلكم» إلى آخر الآية ، إلّا كان له نورا في مضجعه إلى بيت الله الحرام ، فإن كان من أهل البيت الحرام كان له نورا إلى بيت المقدس».
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «ما من أحد يقرأ آخر الكهف عند النوم إلّا يتيقّظ في الساعة الّتي يريدها».
قيل في وجه اتّصال (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي) بما قبلها : إنّه لمّا تقدّم الأمر والنهي والوعد والوعيد ، عقّب ذلك سبحانه ببيان أنّ مقدوراته لا تتناهى ، وأنّه قادر على ما يشاء في أفعاله وأوامره على حسب المصالح ، فمن الواجب على المكلّف أن يمتثل أمره ونهيه ، ويثق بوعده ، ويتّقي وعيده.
تمّت هذه المجلّدة بحمد الله وحسن توفيقه ،
والصلاة على محمد وآله الطيّبين الطاهرين