زبدة التّفاسير [ ج ٤ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في زبدة التّفاسير

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

وضع لثمانية غيره. وقيل : ثلاث ساعات. وقيل : حملته في ساعة ، وصوّر في ساعة ، ووضعته في ساعة حين زالت الشمس من يومها. وعن ابن عبّاس : مدّة الحمل ساعة واحدة ، كما حملته نبذته. وروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام : تسع ساعات. وسنّها يومئذ ثلاث عشرة سنة.

وقيل : عشر. وقد حاضت حيضتين قبل أن تحمل. وقالوا : ما من مولود إلّا يستهلّ (١) إلّا عيسى عليه‌السلام.

(فَانْتَبَذَتْ بِهِ) فاعتزلت وتنحّت وهو في بطنها. والجارّ والمجرور في موضع الحال. ونحوه قوله تعالى : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) (٢) أي : تنبت ودهنها فيها. (مَكاناً قَصِيًّا) بعيدا من أهلها وراء الجبل. وقيل : أقصى الدار.

(فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ) فألجاها الطلق ، وهو وجع الولادة. وهو في الأصل منقول من : جاء ، إلّا أنّه قد خصّ بالإلجاء في الاستعمال ، كـ : آتى في : أعطى. والمخاض مصدر : مخضت المرأة إذا تحرّك الولد في بطنها للخروج. ومنه : المخيض ، لتقلقله في الظرف.

(إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ) لتستتر به وتعتمد عليه عند الولادة. وهو ما بين العرق والغصن. وكانت نخلة يابسة لا رأس لها ولا ثمرة ولا خضرة ، وكان الوقت شتاء.

والتعريف إمّا للجنس ، أي : جذوع هذه الشجرة خاصّة ، أو للعهد ، إذ لم يكن ثمّ غيرها ، فكانت كالمتعالم عند الناس ، فإذا قيل : جذع النخلة فهم منه ذاك دون غيره من جذوع النخل. وكأنّ الله تعالى ألهمها ذلك ليريها من آياته ما يسكن روعتها ، ويطعمها الرطب الّذي هو خرسة (٣) النفساء الموافقة لها.

(قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا) استحياء من الناس ، ومخافة لومهم. وروي عن الصادق عليه‌السلام : «تمنّت الموت لأنّها لم تر في قومها رشيدا ذا فراسة ينزّهها من السوء». وقرأ

__________________

(١) استهلّ الصبيّ : رفع صوته بالبكاء عند الولادة.

(٢) المؤمنون : ٢٠

(٣) الخرس : طعام الولادة. والخرسة : طعام النفساء نفسها.