تتقذّرهما ، وأمط عنهما كما كانا يميطن عنك في حال الصغر.
وروي عن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام عن أبيه ، عن جدّه أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : «لو علم الله لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من أفّ لأتى بها».
وفي رواية أخرى عنه : «أدنى العقوق أفّ ، ولو علم الله شيئا أيسر منه وأهون منه لنهى عنه».
وفي الخبر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فليعمل العاقّ ما يشاء أن يعمل فلن يدخل الجنّة ، وليفعل البارّ ما يشاء أن يفعل فلن يدخل النار»!
وعنه أيضا : «رغم أنفه ، ثلاث مرّات. قيل : من يا رسول الله؟ قال : من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ولم يدخل الجنّة».
وعن حذيفة : «أنّه استأذن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في قتل أبيه وهو في صفّ المشركين.
فقال : دعه يليه غيرك».
وفي الحديث القدسي : «من رضي عنه والده فأنا عنه راض».
وروى سعيد بن المسيّب : أنّ البارّ لا يموت ميتة سوء.
(وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ) تذلّل لهما وتواضع فيهما. أمر بخفض جناح الذلّ مبالغة ، وأراد جناح صاحب الذلّ ، كقوله : (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (١). وإضافته إلى الذلّ للبيان ، أي : جناحك للذلّ ، كما أضيف حاتم إلى الجود. والمعنى : واخفض لهما جناحك الذليل أو الذلول. والمراد : بالغ في التواضع والخضوع لهما قولا وفعلا ، برّا بهما وشفقة عليهما. والمراد بالذلّ هنا اللين والتواضع ، من : خفض الطائر جناحه ، إذا ضمّ فرخه إليه ، فكأنّه قال : ضمّ أبويك إلى نفسك ، كما كانا يفعلان بك وأنت صغير.
وعن الصادق عليهالسلام : «لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلّا برحمة ورأفة ، ولا ترفع صوتك فوق صوتهما ، ولا يديك فوق أيديهما ، ولا تتقدّم قدّامهما».
__________________
(١) الحجر : ٨٨.