مقامه. أو حالان مترادفان ، أي : ملحدا عن القصد ظالما. أو الثاني بدل من الأول بإعادة الجارّ ، أي : ومن يرد فيه مطلوبا ظالما. أو صلة له ، أي : ملحدا بسبب الظلم ، كالإشراك واقتراف الآثام. (نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) في الدنيا والآخرة. وهو جواب لـ «من».
يعني : أنّ الجواب على من كان فيه أن يضبط نفسه ، ويسلك طريق السداد والعدل في جميع ما يهمّ به ويقصده.
وقيل : الإلحاد في الحرم منع الناس عن عمارته. وعن سعيد بن جبير : الاحتكار.
وعن عطاء : قول الرجل في المبايعة : لا والله ، وبلى والله.
وعن عبد الله بن عمر : أنّه كان له فسطاطان ، أحدهما في الحلّ والآخر في الحرم ، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحلّ. فقيل له : فقال : كنّا نحدّث أنّ من الإلحاد فيه أن يقول الرجل : لا والله ، وبلى والله.
وقيل : هو كلّ شيء نهي عنه ، حتّى شتم الخادم ، لأنّ الذنوب هناك أعظم. وهذا أولى.
وقيل : نزلت الآية في الّذين صدّوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن مكّة عام الحديبيّة.
وقيل : الإلحاد هو الميل عن قانون الأدب ، كالبزاق وعمل الصنائع وغيرهما.
والظلم : ما يتجاوز فيه قواعد الشرع. والحاصل من هذا القول أنّ الإلحاد فعل المكروهات ، والظّلم فعل المحرّمات. وهو بناء على أنّ المراد بالمسجد نفسه.
(وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (٢٦) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ