عن المحرّمات ، وسائر ما توجب المروءة اجتنابه. والزكاة اسم مشترك بين عين ومعنى.
فالعين : القدر الّذي يخرجه المزكّي من النصاب إلى الفقير. والمعنى : فعل المزكّي الّذي هو التزكية ، فإنّه هو الّذي أراده الله عزوجل ، لأنّ الفاعل فاعل الحدث ، لا المحلّ الّذي هو موقعه. أو المراد الأوّل على تقدير مضاف ، أي : لأداء الزكاة فاعلون.
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) لا يبذلونها (إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ) زوجاتهم (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) سريّاتهم. و «على» صلة لـ «حافظون». من قولك : احفظ عليّ عنان فرسي. على تضمينه معنى النفي ، كما ضمّن قولهم : نشدتك بالله إلّا فعلت ، معنى : ما طلبت منك إلّا فعلك.
أو حال ، أي : إلّا والين على أزواجهم ، أو قوّامين عليهنّ. من قولك : كان فلان على فلانة ، فمات عنها فخلّف عليها فلان. ومنه قولهم : فلانة تحت فلان. ومن ثمّ سمّيت المرأة فراشا. والمعنى : أنّهم لفروجهم حافظون في كافّة الأحوال ، إلّا في حال التزوّج أو التسرّي.
أو تعلّق «على» بمحذوف يدلّ عليه «غير ملومين». كأنّه قيل : يلامون إلّا على أزواجهم ، أي : يلامون على كلّ مباشر إلّا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم.
وإنّما قال : «ما» وهنّ من جنس العقلاء ، إجراء للمماليك مجرى غير العقلاء ، إذ الملك أصل شائع فيه. وإفراد ذلك بعد تعميم قوله : (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) لأنّ المباشرة أشهى الملاهي إلى النفس وأعظمها خطرا.
(فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) الضمير لـ «حافظون». أو لمن دلّ عليه الاستثناء ، أي : فإن بذلوها لأزواجهم أو إمائهم ، فإنّهم غير ملومين على ذلك.
وإنّما أطلق سبحانه إباحة وطء الأزواج والإماء ، وإن كانت لهنّ أحوال يحرم وطؤهنّ فيها ، كحال الحيض والعدّة للجارية من زوج لها ، وما أشبه ذلك ، لأنّ الغرض بالآية بيان جنس من يحلّ وطؤها ، دون الأحوال الّتي لا يحلّ فيها الوطء.