المصدر ، فوضع موضعه مضافا إلى المفعول. كقوله : (فَضَرْبَ الرِّقابِ) (١). وهذا المنصوب في حكم الحال ، كأنّه قال : جاهدين أيمانهم.
(لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ) بالخروج عن ديارهم وأموالهم (لَيَخْرُجُنَ) جواب لـ «أقسموا» على الحكاية.
(قُلْ لا تُقْسِمُوا) على الكذب (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) أي مطلوب منكم طاعة معروفة معلومة لا يشكّ فيها ولا يرتاب ، كطاعة الخلّص من المؤمنين الّذين طابق باطن أمرهم ظاهره ، لا اليمين على الطاعة النفاقيّة المنكرة. أو طاعتكم طاعة معروفة. أو طاعة معروفة أمثل وأولى لكم من الإيمان الكاذبة. أو لتكن طاعة معروفة.
(إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) فلا يخفى عليه سرائركم ، وأنّه فاضحكم لا محالة ، ومجازيكم على نفاقكم.
ثمّ أمر الله رسوله بتبليغ ما خاطبهم به ، مبالغة في تبكيتهم ، فقال : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ) فيما أمركم به (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) فيما آتاكم به ، واحذروا المخالفة (فَإِنْ تَوَلَّوْا) أصله : تتولّوا فحذف أحد التاءين ، أي : فإن تعرضوا عن طاعة الله وطاعة رسوله (فَإِنَّما عَلَيْهِ) على محمّد (ما حُمِّلَ) من التبليغ (وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) من الامتثال.
(وَإِنْ تُطِيعُوهُ) في حكمه (تَهْتَدُوا) إلى الحقّ (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) التبليغ الموضح لما كلّفتم به وقد أدّى ، وإنّما بقي عليكم ما حمّلتم ، فإن لم تفعلوا وتولّيتم فقد عرّضتم نفوسكم لسخط الله وعذابه ، وإن أطعتموه فقد أحرزتم نصيبكم من الخروج عن الضلالة إلى الهدى.
ثمّ خاطب الرسول والأئمّة ، أو الرسول ومن معه ، فقال : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي : وعد الله المؤمنين المطيعين لله ورسوله (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) ليجعلنّهم خلفاء متصرّفين في الأرض تصرّف الملوك. وهو جواب قسم
__________________
(١) محمّد : ٤.