هذه الآيات ، أو كفروا تلك النعمة الجليلة.
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) في سائر ما أمركم به. وهذا معطوف على (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ). وليس ببعيد أن يقع بين المعطوف والمعطوف عليه فاصل وإن طال ، لأنّ حقّ المعطوف أن يكون غير المعطوف عليه. وكرّرت طاعة الرسول تأكيدا لوجوبها. وعلّقت الرحمة بها بقوله : (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) كما علّق به الهدى.
(لا تَحْسَبَنَ) يا محمّد (الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ) معجزين لله عن إدراكهم وإهلاكهم (فِي الْأَرْضِ) صلة «معجزين». وقرأ ابن عامر وحمزة بالياء. وفاعله ضمير راجع إلى الرسول. أو فاعله الموصول بعده ، فيكون (مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) مفعوليه. أو ولا يحسبونهم ، فحذف المفعول الأوّل ، لأنّ الفاعل والمفعولين لشيء واحد ، فاكتفي بذكر اثنين عن الثالث.
(وَمَأْواهُمُ النَّارُ) عطف عليه من حيث المعنى. كأنّه قيل : الّذين كفروا ليسوا بمعجزين ، ومأواهم النار ، لأنّ المقصود من النهي عن الحسبان تحقيق نفي الإعجاز (وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) المأوى الّذي يصيرون إليه. وإنّما وصفها بذلك ، وإن كانت حكمة وصوابا من فعل الله ، لما ينال الصائر إليها من الشدائد والآلام.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٨) وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ