وفيه دليل على صحّة نبوّة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، للإخبار عن الغيب على ما هو به.
وقيل : المراد الخوف من العذاب ، والأمن منه في الآخرة.
(يَعْبُدُونَنِي) حال من «الّذين» لتقييد الوعد بالثبات على التوحيد. أو استئناف ببيان المقتضي للاستخلاف والأمن. كأنّ قائلا قال : ما لهم يستخلفون ويؤمنون؟ فقال : (لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) حال من الواو في «يعبدونني» أي : غير مشركين.
روي عن عليّ بن الحسين عليهالسلام أنّه قال : «هم والله شيعتنا أهل البيت ، يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منّا. وهو مهديّ هذه الأمّة. وهو الّذي قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي رجل من عترتي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما». وروي ذلك عن الباقر والصادق عليهماالسلام.
قال النيشابوريّ في تفسيره : «قال أهل السنّة : في الآية دلالة على إمامة الخلفاء الراشدين ، لأنّ قوله : «منكم» للتبعيض ، وذلك البعض يجب أن يكون من الحاضرين في وقت الخطاب. ومعلوم أنّ الأئمّة الأربعة كانوا من أهل الإيمان والعمل الصّالح ، وكانوا حاضرين وقتئذ ، وقد حصل لهم الاستخلاف والفتوح ، فيجب أن يكونوا مرادين من الآية. واعترض بأن قوله : «منكم» لم لا يجوز أن يكون للبيان؟ ولم لا يجوز أن يراد بالاستخلاف في الأرض هو إمكان التصرّف والتوطّن فيها ، كما في حقّ بني إسرائيل؟
سلّمنا ، لكن لم لا يجوز أن يراد به خلافة عليّ عليهالسلام ، والجمع للتعظيم؟ أو يراد هو وأولاده الأحد عشر بعده؟» (١).
(وَمَنْ كَفَرَ) ومن ارتدّ ، أو كفر هذه النعم (بَعْدَ ذلِكَ) بعد الوعد ، أو حصول الخلافة (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) الكاملون في فسقهم ، حيث ارتدّوا بعد وضوح مثل
__________________
(١) تفسير غرائب القرآن ٥ : ٢٠٩.