للموصوف مذ كان قابلا لها (١) على حسب ما قبلها ، وإن كانتا تامتين ، فللدلالة على بقاء الفاعل فى مكان أو على صفة (٢).
وأما ما دام فلمقارنة الصفة للموصوف فى الحال (٣) إن كانت ناقصة ، وإن كانت تامّة فللدلالة على بقاء الفاعل (٤).
ولا تفارق ما زال وأخواتها أداة النفى فى حال نقصانها : إما ملفوظا بها ، وإما مقدّرة ، وأنها لا تحذف منها الأداة فى فصيح الكلام إلا فى الفعل المضارع فى جواب القسم ؛ قال الله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا) [يوسف : ٨٥] ، ولا تحذفها مما / عدا ذلك إلا فى الشعر ؛ نحو قوله [من الطويل] :
٣١ ـ فلا وأبى دهماء زالت عزيزة |
|
على قومها ما فتّل الزّند قادح (٥) |
وقد استعملت برح ناقصة بغير أداة نفى : لا فى اللفظ ولا فى التقدير ؛ وذلك قليل
__________________
(١) م : وقولى «وأما ما انفك وما برح فللدلالة على ملازمة الصفة للموصوف مذ كان قابلا لها» مثال ذلك : ما انفك زيد قائما ، وما برح قاعدا ، أى : إنه قد قام وقعد لم ينتقل عن ذلك. أه.
(٢) م : وقولى : «فإن كانتا تامتين فللدلالة على بقاء الفاعل فى مكان أو على صفة» مثال استعمال برح تامة قوله سبحانه : (لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) [الكهف : ٦٠] أى : لا أزال على السير حتى أبلغ مجمع البحرين ، ومثال استعمال انفك : تامة قولك ما انفك زيد عن القيام. أه.
(٣) م : وقولى : «وأما ما دام فلمقارنة الصفة للموصوف فى الحال» مثال ذلك قولك : أقوم ما دام زيد قائما أى : ما بقى مقارنا لهذه الصفة التى هو عليها من القيام. أه.
(٤) م : وقولى : «وإن كانت تامة فللدلالة على بقاء الفاعل» مثال ذلك : أفعل هذا ما دام زيد ، أى مدّة بقاء زيد. أه.
(٥) قال البغدادي في الخزانة : هذا البيت لم أقف له على تتمة ، ولا قائل ، وقيل : هو لـ «تميم بن مقبل» ، كما في ملحق ديوانه ، لأن ذكر «دهماء» يخيل لنا بأنه لـ «ابن مقبل» ، و «دهماء» : اسم امرأة ابن مقبل.
والزند : نوع من النبات.
والشاهد فيه حذف «ما» قبل «زالت» ؛ ضرورة ، وقيل إنه فصل بالجملة القسمية وهى «وأبى دهماء» بين «لا» و «زالت».
ينظر : ملحق ديوانه ٣٥٨ ، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٢٨٧ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، ٢٤٣ ، ١٠ / ١٠٠ ، ١٠١ ، والدرر ٦ / ٢١٧ ، وشرح شواهد المغني ص ٨٢٠ ، ومغني اللبيب ص ٣٩٣ وهمع الهوامع ٢ / ١٥٦.